الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويجزي أذان مميز ) لبالغين لقول عبد الله بن أبي بكر بن أنس " كان عمومتي يأمرونني أن أؤذن لهم وأنا غلام لم أحتلم " وأنس بن مالك شاهد لم ينكر ذلك ، وكالبالغ و ( لا ) يجزئ أذان ( فاسق ) ظاهر الفسق ، لما تقدم ( و ) لا أذان ( خنثى ) مشكل . لاحتمال أن يكون أنثى ، فإن اتضحت ذكوريته صح .

                                                                          ( و ) لا أذان ( امرأة ) للنهي عن رفع صوتها فيخرج عن كونه قربة .

                                                                          فيصير كالحكاية ( ويكره ) أذان ( ملحن ) بأن يطرب فيه ، يقال : لحن في قراءته إذا أطرب بها وغرد .

                                                                          قال أحمد : كل شيء محدث أكرهه ، كالتطريب . ويصح لحصول المقصود به ( و ) يكره الأذان أيضا ( ملحونا ) لحنا لا يحيل المعنى . كرفع تاء الصلاة أو نصبها أو حاء الفلاح .

                                                                          ( و ) يكره الأذان أيضا ( من ذي لثغة فاحشة ) كالملحون وأولى ،

                                                                          فإن لم يفحش لم يكره ( وبطل ) الأذان ( إن أحيل المعنى ) باللحن أو اللثغة مثال الأول : مد همزة الله ، أو [ ص: 138 ] أكبر أو بائه ، ومثال الثاني : إبدال الكاف قافا أو همزة . لحديث أبي هريرة مرفوعا { لا يؤذن لكم من يدغم قلنا : كيف يقول ؟ قال : يقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله } أخرجه الدارقطني في الإفراد .

                                                                          وفيه إسقاط الهاء من كلمة " الله " ويحرم أن يؤذن غير الراتب بلا إذنه إلا إن خيف فوت وقت التأذين ومتى جاء وقد أذن قبله أعاده استحبابا .

                                                                          ( ويسن لمؤذن ) متابعة قوله سرا بمثله ، ليجمع بين إجراء الأذان والمتابعة ( و ) سن أيضا ل ( سامعه ) أي المؤذن متابعة قوله سرا : لحديث عمر مرفوعا { إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال : حي على الصلاة فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : حي على الفلاح فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : الله أكبر الله أكبر فقال الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلا الله فقال : لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة } رواه مسلم ( ولو ) سمع مؤذنا ( ثانيا و ) مؤذنا ( ثالثا ) حيث استحب .

                                                                          ولم يكن صلى جماعة لعموم الخبر ، فإن صلى كذلك لم يجب . لأنه ليس مدعوا بهذا الأذان ذكره في المبدع .

                                                                          ( و ) سن أيضا ( لمقيم ) الصلاة متابعة قوله سرا ، ليجمع بين أجرهما .

                                                                          ( و ) سن أيضا ل ( سامعه ) أي المقيم ( ولو ) كان السامع لأذان أو إقامة ( في طواف أو قراءة أو ) كان السامع لمفهوم ( امرأة ) لعموم الخبر

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية