[ ص: 207 ] قوله تعالى: إلا أن يعفون (237)معناه: الزوجات يكون عفوها أن تترك الصداق، وهو النصف الذي جعله الله تعالى من بعد الطلاق، بقوله: فنصف ما فرضتم .
وقد يكون الصداق عقارا وعينا معينة فلا يصح العفو فيه، ولكن معنى العفو هو تركها الصداق عليه على الوجه الجائز في عقود التمليكات بأن تملكه إياه بغير عوض.
والعفو: التسهيل، يقال: جاء الأمر عفوا، أي سهلا سمحا من غير تعويق.
فقال "في هذا دلالة على جواز الشافعي: فيما ينقسم وفيما لا ينقسم، لإباحة الله تعالى تمليك نصف المفروض الثابت بعد الطلاق" . هبة المشاع
ولم يفرق بين ما كان منها عينا أو دينا وما يحتمل القسمة وما لا يحتملها، فوجب اتباع موجب الآية في جواز هبة المشاع.
نعم ; العفو كناية عن التمليك فتقديره: إلا أن يهبن نصف المهر ويتركنه على الأزواج، فكان اللفظ عاما في جميع ما كان صداقا.
نعم ; يجوز أن يقال: إنه لم يتعرض الشرع لشروط الهبة كالقبض وغيره، فإن ذلك ليس مقصودا بالذكر، وإنما المقصود منه أن كل ما دخل تحت الصداق يصح منه هبة نصفه وتركه على الزوج، فلئن لم يتعرض كتاب الله تعالى لشروط العفو، فدلالته على أن ما دخل تحت الصداق يجب أن يدخل تحت العفو قائمة.