ولما جرت العادة بأن المكفور إحسانه يبادر إلى قطعه عند علمه بالكفر؛ فكان ربما توهم متوهم أن سبب مواترة الإحسان عدم العلم بالكفران؛ أو عدم العلم بكفران؛ لا يدخل تحت المغفرة؛ قال [ ص: 131 ] - مهددا؛ مبرزا للضمير بالاسم الأعظم؛ الذي بنيت عليه السورة للفصل بالفرق بين الخالق وغيره؛ ولئلا يتوهم تقيد التهديد بحيثية المغفرة؛ إيماء إلى أن ذلك نتيجة ما مضى -: والله ؛ أي: الذي له الإحاطة الكاملة بجميع صفات الإكرام والانتقام؛ يعلم ؛ أي: على الإطلاق؛ ما تسرون ؛ أي: كله؛ ولما كان الإسرار ربما حمل على حالة الخلوة؛ فلم يكن علمه دالا على الإعلان؛ قال (تعالى): وما تعلنون ؛ ليعلم مقدار المضاعفة لموجبات الشكر؛ وقباحة الكفر؛ وأما الأصنام فلا تعلم شيئا فلا أسفه ممن عبدها.