ولما كان من المعلوم أن هذا المؤمن المخلص بعين الرضى، كان من المعلوم أن التقدير: فاستجيب لهذا الرجل المؤمن، أو: فحقق له ما توقعه فخيب ظن المشرك، فعطف عليه قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=30525_32006_33679_34299_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط أي أوقعت الإحاطة بالهلاك، [بني للمفعول -] لأن الفكر حاصل بإحاطة الهلاك من غير نظر إلى فاعل مخصوص، وللدلالة على سهولته
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42بثمره أي الرجل المشرك، كله فاستؤصل هلاكا [ما -] في السهل منه وما في الجبل، وما يصبر منه على البرد والحر وما لا يصبر
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه ندما، ويضرب إحداهما على الأخرى تحسرا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42على ما أنفق فيها لعمارتها ونمائها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وهي خاوية أي
[ ص: 65 ] ساقطة مع الخلو
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42على عروشها أي دعائمها التي كانت تحملها فسقطت على الأرض وسقطت هي فوقها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42ويقول تمنيا لرد ما فات لحيرته وذهول عقله ودهشته:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42يا ليتني تمنيا لاعتماده على الله من غير إشراك بالاعتماد على الفاني
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42لم أشرك بربي أحدا كما قال له صاحبه، فندم حيث لم ينفعه الندم على ما فرط في الماضي لأجل ما فاته من الدنيا، لا حرصا على الإيمان لحصول الفوز في العقبى، لقصور عقله ووقوفه مع المحسوسات المشاهدات
وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ هَذَا الْمُؤْمِنَ الْمُخْلِصَ بِعَيْنِ الرِّضَى، كَانَ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ التَّقْدِيرَ: فَاسْتُجِيبَ لِهَذَا الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ، أَوْ: فَحُقِّقَ لَهُ مَا تَوَقَّعَهُ فَخَيَّبَ ظَنَّ الْمُشْرِكِ، فَعَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30525_32006_33679_34299_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ أَيْ أُوقِعَتِ الْإِحَاطَةُ بِالْهَلَاكِ، [بُنِيَ لِلْمَفْعُولِ -] لِأَنَّ الْفِكْرَ حَاصِلٌ بِإِحَاطَةِ الْهَلَاكِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى فَاعِلٍ مَخْصُوصٍ، وَلِلدَّلَالَةِ عَلَى سُهُولَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42بِثَمَرِهِ أَيِ الرَّجُلِ الْمُشْرِكِ، كُلِّهِ فَاسْتُؤْصِلَ هَلَاكًا [مَا -] فِي السَّهْلِ مِنْهُ وَمَا فِي الْجَبَلِ، وَمَا يَصْبِرُ مِنْهُ عَلَى الْبَرْدِ وَالْحَرِّ وَمَا لَا يَصْبِرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ نَدَمًا، وَيَضْرِبُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى تَحَسُّرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا لِعِمَارَتِهَا وَنَمَائِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَهِيَ خَاوِيَةٌ أَيْ
[ ص: 65 ] سَاقِطَةٌ مَعَ الْخُلُوِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42عَلَى عُرُوشِهَا أَيْ دَعَائِمِهَا الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلُهَا فَسَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ وَسَقَطَتْ هِيَ فَوْقَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَيَقُولُ تَمَنِّيًا لِرَدِّ مَا فَاتَ لِحَيْرَتِهِ وَذُهُولِ عَقْلِهِ وَدَهْشَتِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42يَا لَيْتَنِي تَمَنِّيًا لِاعْتِمَادِهِ عَلَى اللَّهِ مِنْ غَيْرِ إِشْرَاكٍ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى الْفَانِي
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا كَمَا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، فَنَدِمَ حَيْثُ لَمْ يَنْفَعْهُ النَّدَمُ عَلَى مَا فَرَّطَ فِي الْمَاضِي لِأَجْلِ مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا، لَا حِرْصًا عَلَى الْإِيمَانِ لِحُصُولِ الْفَوْزِ فِي الْعُقْبَى، لِقُصُورِ عَقْلِهِ وَوُقُوفِهِ مَعَ الْمَحْسُوسَاتِ الْمُشَاهَدَاتِ