ولما كان كلام الكافر صورته صورة استفهام، وهو جحد في الحقيقة وإنكار، وكان إنكار المهدد لشيء يقتدر عليه المهدد سببا لأن يحققه له مقسما عليه، قال تعالى مجيبا عن إنكاره مؤذنا بالغضب عليهم بالإعراض عنهم مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم تفخيما لشأنه وتعظيما لأمره:
nindex.php?page=treesubj&link=30347_30349_30428_30437_30539_34513_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فوربك المحسن إليك بالانتقام منهم.
ولما كان الإنكار للبعث يلزم منه الاحتقار، أتى بنون العظمة، واستمر في هذا التحلي بهذا المظهر إلى آخر وصف هذا اليوم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68لنحشرنهم بعد البعث
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68والشياطين الذين يضلونهم بجعل كل واحد
[ ص: 235 ] منهم مع قرينه الذي أضله، [في سلسلة -]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68ثم لنحضرنهم [بعد طول الوقوف -]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68حول جهنم التي هم بها مكذبون، يحيطون بها لضيق رأسها وبعد قعرها، حال كونهم
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68جثيا على الركب من هول المطلع وشدة الذل، مستوقرين تهيئوا للمبادرة إلى امتثال الأوامر
وَلَمَّا كَانَ كَلَامُ الْكَافِرِ صُورَتُهُ صُورَةَ اسْتِفْهَامٍ، وَهُوَ جَحْدٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَإِنْكَارٌ، وَكَانَ إِنْكَارُ الْمُهَدَّدِ لِشَيْءٍ يَقْتَدِرُ عَلَيْهِ الْمُهَدِّدُ سَبَبًا لِأَنْ يُحَقِّقَهُ لَهُ مُقْسِمًا عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى مُجِيبًا عَنْ إِنْكَارِهِ مُؤْذِنًا بِالْغَضَبِ عَلَيْهِمْ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ مُخَاطِبًا لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ وَتَعْظِيمًا لِأَمْرِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30347_30349_30428_30437_30539_34513_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68فَوَرَبِّكَ الْمُحْسِنِ إِلَيْكَ بِالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ.
وَلَمَّا كَانَ الْإِنْكَارُ لِلْبَعْثِ يَلْزَمُ مِنْهُ الِاحْتِقَارُ، أَتَى بِنُونِ الْعَظَمَةِ، وَاسْتَمَرَّ فِي هَذَا التَّحَلِّي بِهَذَا الْمَظْهَرِ إِلَى آخِرِ وَصْفِ هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68لَنَحْشُرَنَّهُمْ بَعْدَ الْبَعْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68وَالشَّيَاطِينَ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِجَعْلِ كُلِّ وَاحِدٍ
[ ص: 235 ] مِنْهُمْ مَعَ قَرِينِهِ الَّذِي أَضَلَّهُ، [فِي سِلْسِلَةٍ -]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ [بَعْدَ طُولِ الْوُقُوفِ -]
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68حَوْلَ جَهَنَّمَ الَّتِي هُمْ بِهَا مُكَذِّبُونَ، يُحِيطُونَ بِهَا لِضِيقِ رَأْسِهَا وَبُعْدِ قَعْرِهَا، حَالَ كَوْنِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=68جِثِيًّا عَلَى الرُّكَبِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ وَشِدَّةِ الذُّلِّ، مُسْتَوْقِرِينَ تَهَيَّئُوا لِلْمُبَادَرَةِ إِلَى امْتِثَالِ الْأَوَامِرِ