ثم بينوها بقولهم: جنات عدن أي أعدت للإقامة وهيئت فيها أسبابها تجري من تحتها الأنهار أي من تحت غرفها وأسرتها وأرضها; فلا يراد موضع منها لأن يجري فيه نهر إلا جرى; ثم بين بقوله: خالدين فيها أن أهلها هيئوا أيضا للإقامة.
ولما أرشد السياق [و -] العطف على غير [معطوف عليه -] ظاهر إلى أن التقدير: ذلك الجزاء العظيم والنعيم المقيم جزاء الموصوفين، لتزكيتهم أنفسهم، عطف عليه قوله: وذلك جزاء كل من تزكى أي طهر نفسه بما ذكر من الإيمان والأعمال الصالحة، وفي هذا تسلية للصحابة رضوان الله عليهم فيما كان يفعل بهم عند نزول [ ص: 316 ] هذه السورة إذ كانوا مستضعفين.