[ ص: 114 ] ولما بين نفاقهم وعلته وسيرتهم عند دعاء الداعي إلى الحق بهذه الآيات بين سيرتهم في أقوالهم في خداعهم دليلا على إفسادهم بقوله : وإذا لقوا واللقاء اجتماع بإقبال الذين آمنوا أي حقا ظاهرا وباطنا ، ولكن إيمانهم كما قال فعل من أفعالهم لم ينته إلى أن يصير صفة لهم ، وأما المؤمنون الذين صار إيمانهم صفة لهم فلا يكادون يلقونهم بمقتضاه ، لأنهم لا يجدون معهم مدخلا في قول ولا مؤانسة ، لأن اللقاء لا بد فيه من إقبال ما من الملتقيين . انتهى . الحرالي قالوا خداعا آمنا معبرين بالجملة الفعلية الماضية التي يكفي في إفادتها لما سيقت له أدنى الحدوث .
[ ص: 115 ] وإذا خلوا منتهين إلى شياطينهم أي الذين هم رؤوسهم من غير أن يكون معهم مؤمن ، والشيطان هو الشديد البعد عن محل الخير ، قاله ، الحرالي قالوا إنا معكم معبرين بالاسمية الدالة على الثبات مؤكدين لها دلالة على نشاطهم لهذا الإخبار لمزيد حبهم لما أفاده ودفعا لما قد يتوهم من تبدلهم من رأى نفاقهم للمؤمنين ، ثم استأنفوا في موضع الجواب لمن قال : ما بالكم تلينون للمؤمنين قولهم ؟ إنما نحن مستهزئون أي طالبون للهزء ثابتون عليه فيما نظهر من الإيمان ، والهزء إظهار الجد وإخفاء الهزل فيه قاله . الحرالي