فما أي فتسبب عن إحلالنا ذلك البأس بهم أنه ما زالت تلك أي الدعوة البعيدة عن الخير والسلامة، وهي قولهم: يا ويلنا دعواهم يرددونها لا يكون [ ص: 397 ] دعوى لهم غيرها، لأن الويل ملازم لهم غير منفك عنهم، وترفقهم له غير نافعهم حتى جعلناهم بما لنا من العظمة حصيدا كالزرع المحصود.
ولما كان هذا وما بعده [مثل -] حلو حامض في الزمان، جعلا خبرا واحدا ليكون "جعل" مقتصرا على مفعولين فقال: خامدين أي جامعين للانقطاع والخفوت، لا حركة لهم ولا صوت، كالنار المضطرمة إذا بطل لهيبها ثم جمرها وصارت رمادا، ولم يك ينفعهم إيمانهم واعترافهم بالظلم وخضوعهم لما رأوا بأسنا.