أحيا أباه هاشم بن حرملة يوم الهباءات ويوم اليعملة
ترى الملوك عنده مغربلة
يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
قال في مقدمة السيرة قبل "أمر البسل" بقليل: أنشدني [ ص: 405 ] ابن هشام هذه الأبيات وحدثني أن أبو عبيدة هاشما قال لعامر: قل في بيتا جيدا أثبك عليه، فقال عامر البيت الأول فلم يعجب هاشما، ثم قال البيت الثاني فلم يعجبه، ثم قال الثالث فلم يعجبه، فلما قال [الرابع -]
"ويقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له"
أعجبه فأثابه عليه، [ومن أعجب ما رأيت في حكم الأقدمين أن الشهرستاني قال في الملل: وقد سأل بعض الدهرية أرسطاطاليس فقال: إذا كان لم يزل ولا شيء غيره ثم أحدث العالم فلم أحدثه؟ فقال: "لم" غير جائز عليه، لأن لم تقتضي علة والعلة محمولة فيما هي علة له من معل فوقه ولا علة فوقه، وليس بمركب فتحمل ذاته العلل، فلم عنه منفية-]. وهم يسألون من كل سائل لما في أفعالهم من الاختلال بل يمنعون عن أكثر ما يريدون.