[ ص: 418 ] ولما تم ذلك، أنتج قطعا: كل نفس أي منكم ومن غيركم ذائقة الموت أي فلا يفرح أحد ولا يحزن بموت أحد، بل يشتغل بما يهمه، وإليه الإشارة بقوله: ونبلوكم أي [نعاملكم -] معاملة المبتلي المختبر [المظهر في عالم الشهادة الشاكر والصابر والمؤمن والكافر كما هو عندنا في عالم الغيب ] بأن نخالطكم بالشر الذي هو طبع النفوس، فهي أسرع شيء إليه، فلا ينجو منه إلا من أخلصناه لنا والخير مخالطة كبيرة، [وأكد البلاء بمصدر من معناه مقرون بالهاء تعظيما له فقال -]: فتنة أي [كما يفتن الذهب إذا أريدت تصفيته بمخالطة النار له، على حالة عظيمة -] محيلة مميلة لكم لا يثبت لها إلا الموفق وإلينا أي بعد الموت لا إلى غيرنا ترجعون للجزاء حيث لا حكم لأحد أصلا لا ظاهرا ولا باطنا[ كما -] في هذه الدار بنفوذ الحكم فلا يكون إلا ما نريد فاشتغلوا بما ينجيكم منا، ولا تلتفتوا إلى غيره، فإن الأمر صعب، وجدوا فإن الحال جد.