قالوا مسببين عن هذا كارهين لأن يأخذوه سرا فيقال: أخذ بغير بينة، وهم كفرة وهو قد خالفهم في دينهم فإلى الله المشتكى من قوم يأخذون أكابر أهل دينهم بغير بينة بل ولا ظنة فأتوا به إلى هنا أي إلى بيت الأصنام على أعين الناس أي جهرة، والناس ينظرون إليه نظرا لا خفاء معه حتى كأنه ماش على أبصارهم، متمكن منها تمكن الراكب على المركوب، وعبر بالعين عن البصر ليفهم الأكابر، وبجمع القلة لإفادة السياق الكثرة، فيفيد الأمران قلة ما، لئلا يتوهم من جمع الكثرة جميع الناس مطلقا لعلهم إذا رأوه يشهدون أي أنه فعل بالآلهة هذا [ ص: 440 ] الفعل، أو أنه ذكرها بسوء، فيكون ذلك مسوغا لأخذه بذلك، أو يشهد بفعله بعضهم، لأن الشيء إذا حضر كانت أحواله بالذكر أولى منها إذا كان غائبا، وكان هذا عين ما قصده الخليل عليه السلام أن يبين - في هذا المحفل الذي لا يوجد مثله - ما هم عليه من واضح الجهل المتضمن قلة العقل.