ولما كان روح الكلام إقراره بالفعل وجعلهم موضع الهزء لأنهم عبدوا ما لا قدرة له على دفاع أصلا تسبب عنه قوله تعالى الدال على خزيهم: فرجعوا أي الكفرة إلى أنفسهم بمعنى أنهم فكروا فيما قال فاضطرهم الدليل إلى أن تحققوا أنهم على محض الباطل وأن هذه الشرطية الممكنة عقلا غير ممكنة عادة فقالوا يخاطب بعضهم بعضا [مؤكدين لأن حالهم يقتضي إنكارهم لظلمهم -]: إنكم أنتم خاصة الظالمون لكونكم وضعتم العبادة في غير موضعها، لا إبراهيم فإنه أصاب في إهانتهم سواء المحز ووافق عين الغرض، [ ص: 442 ] وفي أنكم بعد أن عبدتموها ولا قدرة لها تركتموها بلا حافظ.