ولما كان سبحانه قد سخر لصديقه
لوط عليه السلام إهلاك من عصاه في أول الأمر بحجارة الكبريت التي هي من النار، وفي آخره بالماء الذي هو أقوى من النار، تلاه به فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_31788_31879_31880_34304_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74ولوطا أي وآتيناه أو واذكر
لوطا; ثم استأنف قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74آتيناه أي بعظمتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74حكما أي نبوة [وعملا محكما بالعلم -]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74وعلما مزينا بالعمل
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74ونجيناه بانفرادنا بالعظمة.
ولما كانت مادة "قرا" تدل على الجمع، قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74من القرية المسماة
سدوم، [أي من عذابهم وجميع شرورهم، وأفرد تنبيها على عمومها بالقلع والقلب وأنه كان في غاية السهولة والسرعة -]، وقال
[ ص: 451 ] أبو حيان : وكانت سبعا، عبر عنها بالواحدة لاتفاق أهلها على الفاحشة.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74التي كانت قبل إنجائنا له منها
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74تعمل الخبائث بالذكران، وغير ذلك من الطغيان، فاستحقوا النار التي هي أمر المؤلمات، بما ارتكبوا من الشهوة المحظورة لعدهم لها أحلى الملذذات، والغمر بالماء القذر المنتن الذي جعلناه - مع أنا جعلنا من الماء كل شيء حي - لا يعيش فيه حيوان، فضلا عن أن يتولد منه، ولا ينتفع به، لما خامروا من القذر الذي لا ثمرة له.
ولما كان في هذا إشارة إلى إهلاك القرية، وأن التقدير: ودمرنا عليهم بعد انفصاله عنهم، علله بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74إنهم كانوا أي بما جبلوا عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74قوم سوء أي ذوي قدرة على الشر بانهماكهم في الأعمال السيئة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74فاسقين خارجين من كل خير،
وَلَمَّا كَانَ سُبْحَانَهُ قَدْ سَخَّرَ لِصَدِيقِهِ
لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِهْلَاكَ مَنْ عَصَاهُ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ بِحِجَارَةِ الْكِبْرِيتِ الَّتِي هِيَ مِنَ النَّارِ، وَفِي آخِرِهِ بِالْمَاءِ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّارِ، تَلَاهُ بِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_31788_31879_31880_34304_28992nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74وَلُوطًا أَيْ وَآتَيْنَاهُ أَوْ وَاذْكُرْ
لُوطًا; ثُمَّ اسْتَأْنَفَ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74آتَيْنَاهُ أَيْ بِعَظَمَتِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74حُكْمًا أَيْ نُبُوَّةً [وَعَمَلًا مُحْكَمًا بِالْعِلْمِ -]
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74وَعِلْمًا مُزَيَّنًا بِالْعَمَلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74وَنَجَّيْنَاهُ بِانْفِرَادِنَا بِالْعَظَمَةِ.
وَلَمَّا كَانَتْ مَادَّةُ "قَرَا" تَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ، قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74مِنَ الْقَرْيَةِ الْمُسَمَّاةِ
سَدُومَ، [أَيْ مِنْ عَذَابِهِمْ وَجَمِيعِ شُرُورِهِمْ، وَأَفْرَدَ تَنْبِيهًا عَلَى عُمُومِهَا بِالْقَلْعِ وَالْقَلْبِ وَأَنَّهُ كَانَ فِي غَايَةِ السُّهُولَةِ وَالسُّرْعَةِ -]، وَقَالَ
[ ص: 451 ] أَبُو حَيَّانَ : وَكَانَتْ سَبْعًا، عَبَّرَ عَنْهَا بِالْوَاحِدَةِ لِاتِّفَاقِ أَهْلِهَا عَلَى الْفَاحِشَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ إِنْجَائِنَا لَهُ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ بِالذُّكْرَانِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الطُّغْيَانِ، فَاسْتَحَقُّوا النَّارَ الَّتِي هِيَ أَمَرُّ الْمُؤْلِمَاتِ، بِمَا ارْتَكَبُوا مِنَ الشَّهْوَةِ الْمَحْظُورَةِ لِعَدِّهِمْ لَهَا أَحْلَى الْمُلَذَّذَاتِ، وَالْغَمْرَ بِالْمَاءِ الْقَذِرِ الْمُنْتِنِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ - مَعَ أَنَّا جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ - لَا يَعِيشُ فِيهِ حَيَوَانٌ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَتَوَلَّدَ مِنْهُ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ، لِمَا خَامَرُوا مِنَ الْقَذَرِ الَّذِي لَا ثَمَرَةَ لَهُ.
وَلَمَّا كَانَ فِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى إِهْلَاكِ الْقَرْيَةِ، وَأَنَّ التَّقْدِيرَ: وَدَمَّرْنَا عَلَيْهِمْ بَعْدَ انْفِصَالِهِ عَنْهُمْ، عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74إِنَّهُمْ كَانُوا أَيْ بِمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74قَوْمَ سَوْءٍ أَيْ ذَوِي قُدْرَةٍ عَلَى الشَّرِّ بِانْهِمَاكِهِمْ فِي الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=74فَاسِقِينَ خَارِجِينَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ،