ولما كان هذا محلا يخطر بالبال فيه آلهتهم بما يترجونه منها من النفع، قال مخاطبا لهم إرادة التعنيف والتحقير: إنكم وأكده لإنكارهم مضمون الخبر: وما تعبدون أيها المشركون من الأصنام والشياطين; ولما كانوا يتعبدون له سبحانه طوعا وكرها مع الإشراك، قيد بقوله دالا على أن رتبة ما عبدوه من أدنى المراتب الكائنة تحت رتبته سبحانه: من دون الله أي الملك الأعلى الذي لا كفؤ له; ولما كانوا يرمى بهم في جهنم رمي الحجارة الصغار التي تسمى الحصباء إلى المحصوب إسراعا وإكراها، فيكونون وقودها من غير إخراج، قال: حصب جهنم أي الطبقة التي تلقى المعذب بها بالتجهم والعبوسة والتكره; ثم أكد ذلك بقوله استئنافا: أنتم لها واردون أي [ ص: 483 ] داخلون دخول ورد الحمى على حالة هي بين السواد بالدخان والاحمرار باللهب.