ولما كان هذا سببا لأن ظهر كالشمس بون عظيم بين حال المخالف والمؤالف ، سبب عنه وأنتج قوله ، مقررا لما ذكر من الأمرين  [ ص: 332 ] موضحا لما لهما من المباينة ، منكرا على من سوى بينهما ، فكيف بمن ظن أن حال المخالف أولى : أفمن وعدناه   على عظمتنا في الغنى والقدرة والصدق وعدا  وهو الإثابة والثواب حسنا  لا شيء أحسن منه في موافقته لأمنيته وبقائه فهو  بسبب وعدنا الذي لا يخلف لاقيه  أي : مدركه ومصيبه لا محالة كمن متعناه  أي : بعظمتنا متاع الحياة الدنيا  فلا يقدر أحد غيرنا على سلبه منه بغير إذن منا ، ولا يصل أحد إلى جعله باقيا ، وهو مع كونه فانيا وإن طال زمنه مشوب بالأكدار ، مخالط بالأقذار والأوزار ثم هو  مع ذلك كله يوم القيامة  الذي هو يوم التغابن ، من خسر فيه لا يربح أصلا ، ومن هلك لا يمكن عيشه بوجه  من المحضرين  أي : المقهورين على الحضور إلى مكان يود لو افتدى منه بطلاع الأرض ذهبا ، فإن كل من يوكل به لحضور أمر يتنكد على حسب مراتب التوكيل كائنا من كان في أي أمر كان. 
				
						
						
