ولما أفهم هذا القضاء الحتم أنه قد صار حالهم [حال] من حتم بالموت ، فلا يمكن إسماعه إلا الله ، ولا يمكن أن يستجيب عادة ، قال : إنما يستجيب أي : في مجاري عاداتكم الذين يسمعون أي : فيهم قابلية السمع لأنهم أحياء فيتدبرون حينئذ ما يلقى إليهم فينتفعون به ، وهؤلاء قد ساووا الموتى في عدم قابلية السماع للختم على مشاعرهم والموتى أي : كلهم حسا ومعنى يبعثهم الله أي [ ص: 102 ] الملك المحيط علما وقدرة ، فهو قادر على بعثهم بإفاضة الإيمان على الكافر وإعادة الروح إلى الهالك فيسمعون حينئذ ، فالآية من الاحتباك : حذف من الأول الحياة لدلالة " الموتى " عليها ، ومن الثاني السماع لدلالة يسمعون عليه .
ولما قرر أن [من] لا يؤمن كالميت، حثا على الإيمان وترغيبا فيه ، وقدر ، خوف من سطواته بقوله : قدرته على البعث ثم إليه أي : وحده يرجعون أي : معنى في الدنيا فإنه قادر على كل ما يشاء منهم ، لا يخرج شيء من أحوالهم عن مراده أصلا وحسا بعد الموت ، فيساقون قهرا إلى موقف يفصل فيه بين كل مظلوم وظالمه .