الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أقام لهم بهذه الآية على توحيده الدليل حتى استنارت السبل في تذكيرهم أن التضرع قد يكشف به البلاء ، أخبرهم أن تركه يوجب الشقاء ، ترغيبا في إدامته وترهيبا من مجانبته ، فقال : ولقد أرسلنا أي : بما لنا من العظمة إلى أمم أي : أناس يؤم بعضهم بعضا ، وهم أهل لأن يقصدهم الناس ، لما لهم من الكثرة والعظمة .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المراد بعض الأمم ، وهم الذين أراد الله إشهادهم وقص أخبارهم - أدخل الجار ، فقال : من قبلك أي : رسلا فخالفوهم ، وحسن هذا الحذف كونه مفهوما فأخذناهم أي : فكان إرسالنا إليهم سببا [ ص: 114 ] لأن أخذناهم بعظمتنا ، ليرجعوا عما زين لهم الشيطان إلى ما تدعوهم إليه الرسل بالبأساء من تسليط القتل عليهم والضراء بتسليط الفقر والأوجاع لعلهم يتضرعون أي : ليكون حالهم حال من يرجى خضوعه وتذلله على وجه بليغ ، بما يرشد إليه - مع صيغة التفعيل - الإظهار ، ولأن مقصودها الاستدلال على التوحيد ، وعند الكشف للأصول ينبغي الإبلاغ في العبادة ، بخلاف ما يأتي في الأعراف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية