وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
ولما كان استئصالهم من أجل النعم على من عادوهم فيه من الرسل - عليهم السلام - وأتباعهم - رضي الله عنهم - نبه على ذلك بالجملة مع ما يشير [ ص: 117 ] إليه من ظهور الاستغناء المطلق - فقال : والحمد أي : قطع أمرهم كله والحال أن الإحاطة بأوصاف الكمال لله المتفرد بنعوت الجلال والجمال رب العالمين الموجد لهم أجمعين ، أي : له ذلك كله بعد فناء الخلق على أي صفة كانوا من إيمان أو كفر ، كما كان له ذلك قبل وجودهم وعند خلقهم على كل من حالتيهم - كما أشير إليه بأول السورة ، فكأنه قيل : الكمال لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، فقطع دابرهم ، والكمال له لم يتغير ؛ لأنه لا يزيده وجود موجود ، ولا ينقصه فقد مفقود ، فهو محمود حال الإعدام والمحق كما كان محمودا حال الإيجاد والخلق ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، فإنه لا يخرج شيء عن إيمانهم ولا كفرانهم عن إرادته - سبحانه - فلا عليك منهم اقترحوا الآيات أو لا ، فإنه ليس عليك إلا البلاغ .