وبينهما أي : وحال الفريقين عند هذه المناداة أنه بينهما أو بين الدارين حجاب أي : سور لئلا يجد أهل [ ص: 406 ] النعيم في دارهم ما يكدر نعيمها وعلى الأعراف جمع عرف وهو كل عال مرتفع لأنه يكون أعرف مما انخفض ، وهي المشرفات من ذلك الحجاب رجال استوت حسناتهم وسيئاتهم فوفقوا هنالك حتى يقضي الله فيهم ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته كما جاء مفسرا في مسند ابن أبي خيثمة من حديث - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جابر يعرفون كلا أي : من أصحاب الجنة وأصحاب النار قبل دخول كل منهم داره بسيماهم أي : علامتهم ونادوا أي : أصحاب الأعراف أصحاب الجنة أي : بعد دخولهم إليها واستقرارهم فيها أن سلام عليكم أي : سلامة وأمن من كل ضار .
ولما كان هذا السلام ربما أشعر أنه بعد دخول أهل الأعراف الجنة ، فكأنه قيل : أكان نداؤهم بعد مفارقتهم الأعراف ودخولها؟ فقيل لا ، لم يدخلوها أي : الجنة بعد وهم أي : والحال أنهم يطمعون في دخولها ، وعبر بالطمع لأنه لا سبب للعباد إلى الله من أنفسهم وإن كانت لهم أعمال فضلا عن هؤلاء الذين لا أعمال لهم .