[ ص: 367 ] آ. (49) قوله تعالى: أإذا كنا : قد تقدم خلاف القراء في الاستفهامين كهذه الآية في سورة الرعد، وتحقيق ذلك. والعامل في "إذا" محذوف تقديره: أنبعث أو أنحشر إذا كنا، دل عليه: "لمبعوثون"، ولا يعمل فيها "مبعوثون" هذا; لأن ما بعد "إن" لا يعمل فيما قبلها، وكذا ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله، وقد اجتمعا هنا، وعلى هذا التقدير الذي ذكرته تكون "إذا" متمحضة للظرفية، ويجوز أن تكون شرطية فيقدر العامل فيها جوابها، تقديره: أإذا كنا عظاما ورفاتا نبعث أو نعاد، ونحو ذلك، فهذا المحذوف جواب الشرط عند والذي انصب عليه الاستفهام عند سيبويه يونس.
قوله: "ورفاتا" الرفات: ما بولغ في دقه وتفتيته وهو اسم لأجزاء ذلك الشيء المفتت. وقال "هو التراب". ويؤيده أنه قد تكرر في القرآن "ترابا وعظاما". ويقال: رفت الشيء يرفت بالكسر، أي: كسره. والفعال يغلب في التفريق كالحطام والدقاق والفتات. الفراء:
قوله: "خلقا" يجوز فيه وجهان، أحدهما: أنه مصدر من معنى الفعل لا من لفظه، أي: نبعث بعثا جديدا. والثاني: أنه في موضع الحال، أي: مخلوقين.