1603 - فلا والله لا يلفى لما بي ولا للما بهم أبدا دواء
قوله: حتى يحكموك : "حتى" غاية متعلقة بقوله: "لا يؤمنون"؛ أي: ينتفي عنهم الإيمان إلى هذه الغاية، وهي تحكيمك وعدم وجدانهم الحرج وتسليمهم لأمرك. والتفت في قوله: "ربك" من الغيبة في قوله: واستغفر لهم الرسول رجوعا إلى قوله: "ثم جاؤوك". وقرأ أبو السمال : "شجر" بسكون الجيم هربا من توالي الحركات وهي ضعيفة؛ لأن الفتح أخو السكون. و "بينهم" ظرف منصوب بـ "شجر"، هذا هو الصحيح، وأجاز فيه أن يكون حالا، وجعل في صاحب هذه الحال احتمالين، أحدهما: أن يكون حالا من "ما" الموصولة، والثاني: أنه حال من فاعل "شجر" وهو نفس الموصول أيضا في المعنى، فعلى هذا يتعلق بمحذوف، و أبو البقاء "ثم لا يجدوا" عطف على ما بعد "حتى"، و "يجدوا" يحتمل أن تكون المتعدية لاثنين، فيكون الأول "حرجا"، والثاني الجار قبله فيتعلق بمحذوف، وأن تكون المتعدية لواحد، فيجوز في "في أنفسهم" وجهان، أحدهما: أنه متعلق بـ "يجدوا" تعلق الفضلات. [ ص: 21 ] والثاني: أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من "حرجا"؛ لأن صفة النكرة لما قدمت عليها انتصبت حالا.
و "مما قضيت" فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلق بنفس "حرجا"؛ لأنك تقول: "خرجت من كذا". والثاني: أنه متعلق بمحذوف، فهو في محل نصب؛ لأنه صفة لـ "حرجا". و "ما" يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى الذي؛ أي: حرجا من قضائك، أو من الذي قضيته، وأن تكون نكرة موصوفة، فالعائد على هذين القولين محذوف.