قوله: إلى يوم القيامة فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنها على بابها من انتهاء الغاية، قال الشيخ: ويكون الجمع في القبور، أو تضمن "ليجمعنكم" معنى ليحشرنكم، فيعدى بـ "إلى"، يعني: أنه ضمن الجمع معنى الحشر لم يحتج إلى تقدير مجموع فيه. وقال - بعد أن جوز فيها أن تكون بمعنى "في" -: وقيل: هي على بابها؛ أي: ليجمعنكم في القبور، فعلى هذا يجوز أن يكون مفعولا به، ويجوز أن يكون حالا؛ أي: ليجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة، يريد بقوله: "مفعولا به" أنه فضلة كسائر الفضلات، نحو: "سرت إلى أبو البقاء الكوفة"، ولكن لا يصح ذلك إلا بأن يضمن الجمع معنى الحشر كما تقدم، وأما تقديره الحال بـ "مفضين" فغير جائز؛ لأنه [ ص: 59 ] كون مقيد. والثاني: أنها بمعنى "في"؛ أي: في يوم القيامة، ونظيره قول النابغة:
1632 - فلا تتركني بالوعيد كأنني إلي الناس مطلي به القار أجرب
أي: في الناس. والثالث: أنها بمعنى "مع"، وهذا غير واضح المعنى. والقيامة بمعنى القيام، كالطلابة والطلاب، قالوا: ودخلت التاء فيه للمبالغة، كعلامة ونسابة، لشدة ما يقع فيه من الهول، وسمي بذلك لقيام الناس فيه للحساب، قال تعالى: يوم يقوم الناس لرب العالمين . والجملة من قوله: "لا ريب فيه" فيها وجهان، أحدهما: أنها في محل نصب على الحال من "يوم"، فالضمير في "فيه" يعود عليه. والثاني: أنها في محل نصب نعتا لمصدر محذوف دل عليه "ليجمعنكم"؛ أي: جمعا لا ريب فيه، والضمير يعود عليه، والأول أظهر. "ومن أصدق" تقدم نظير هذه الجملة. و "حديثا" نصب على التمييز. وقرأ الجمهور: "أصدق" بصاد خالصة، وحمزة بإشمامها زايا، وهكذا كل صاد ساكنة بعدها دال، نحو: "تصدقون، وتصدية"، وهذا كما فعل والكسائي في "الصراط، ومصيطر" للمجانسة قصد الخفة. حمزة