وقرأ الحسن ، وأبو جعفر، وشيبة بن نصاح، والحكم، "أمانيكم، ولا أماني" بالتخفيف، كأنهم جمعوه على فعالل دون فعاليل، كما قالوا: قرقور وقراقير وقراقر، والعرب تنقص من فعاليل الياء، كما تزيدها في فعالل، نحو قوله: والأعرج:
1655 - ... ... ... ... تنقاد الصياريف
[ ص: 97 ] وقوله: "من يعمل" جملة مستأنفة مؤكدة لحكم الجملة قبلها. وقرأ الجمهور: "ولا يجد" جزما، على عطفه على جواب الشرط، وروي عن رفعه، وهو على القطع عن النسق. ثم يحتمل أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، كذا قيل، وفيه نظر من حيث إن المضارع المنفي بـ "لا" لا يقترن بالواو إذا وقع حالا. ابن عامرقوله: من الصالحات من ذكر "من" الأولى للتبعيض؛ لأن المكلف لا يطيق عمل كل الصالحات. وقال هي زائدة عند قوم. وفيه ضعف لعدم الشرطين. و "من" الثانية للتبيين. وأجاز الطبري: أن تكون حالا، وفي صاحبها وجهان، أحدهما: أنه الضمير المرفوع بـ "يعمل"، والثاني: أنه الصالحات؛ أي: الصالحات كائنة من ذكر أو أنثى، وقد تقدم إيضاح هذا في قوله: أبو البقاء لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ، والكلام على "أو" أيضا. وقوله: "وهو مؤمن" جملة حالية من فاعل "يعمل". وقرأ أبو عمرو، وابن كثير، عن وأبو بكر "يدخلون" هنا، وفي مريم، وأول غافر، بضم حرف المضارعة وفتح الخاء مبنيا للمفعول، وانفرد عاصم: ابن كثير بثانية غافر، وأبو بكر بالتي في فاطر والباقون بفتح حرف [ ص: 98 ] المضارعة وضم الخاء مبنيا للفاعل، وذلك للتفنن في البلاغة، وقد يظهر فروق لا يسعها هذا الكتاب. وأبو عمرو