والاستنكاف: استفعال من النكف، والنكف: أن يقال له: سوء، ومنه: ما عليه في هذا الأمر نكف ولا وكف. قال أبو العباس: واستفعل هنا بمعنى: دفع النكف عنه. وقال غيره: هو الأنفة والترفع، ومنه: نكفت الدمع بإصبعي: إذا منعته من الجري على خدك، قال:
1681 - فبانوا فلولا ما تذكر منهم من الحلف لم ينكف لعينيك مدمع
قوله: "فسيحشرهم" الفاء يجوز أن تكون جوابا للشرط في قوله: "ومن يستنكف". فإن قيل: جواب "إن" الشرطية وأخواتها غير "إذا"، لا بد أن يكون محتملا للوقوع وعدمه، وحشرهم إليه جميعا لا بد منه، فكيف وقع جوابا لها ؟ فقيل في جوابه وجهان، أحدهما: - وهو الأصح - أن هذا كلام تضمن الوعد والوعيد؛ لأن حشرهم يقتضي جزاءهم بالثواب أو العقاب، ويدل عليه التفصيل الذي بعده في قوله: "فأما الذين" إلى آخره، فيكون التقدير: ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر، فيعذبه عند حشره إليه، ومن لم يستنكف ولم يستكبر فيثيبه. والثاني: أن الجواب محذوف؛ أي: فيجازيه، ثم أخبر بقوله: فسيحشرهم إليه جميعا ، وليس بالبين. وهذا الموضوع محتمل أن يكون مما حمل على لفظة "من" تارة في قوله: "يستنكف، ويستكبر"؛ فلذلك أفرد الضمير، وعلى معناها أخرى في قوله: "فسيحشرهم" ولذلك جمعه، ويحتمل أنه أعاد الضمير في "فسيحشرهم" على "من" وغيرها، فيندرج المستنكف في ذلك، ويكون الرابط لهذه الجملة باسم الشرط العموم المشار إليه. وقيل: بل حذف معطوفا لفهم المعنى، والتقدير: فسيحشرهم؛ أي: المستنكفين وغيرهم، كقوله: سرابيل تقيكم الحر ؛ أي: والبرد. [ ص: 170 ] و "جميعا" حال أو تأكيد عند من جعلها كـ "كل"، وهو الصحيح. وقرأ "فسنحشرهم" بنون العظمة، وتخفيف باء "فيعذبهم". وقرئ: "فسيحشرهم" بكسر الشين، وهي لغة في مضارع "حشر". الحسن: