قوله: "لئن أقمتم" هذه اللام هي الموطئة للقسم، والقسم معها محذوف، وقد تقدم أنه إذا اجتمع شرط وقسم أجيب سابقهما، إلا أن يتقدم ذو خبر فيجاب الشرط مطلقا. وقوله: "لأكفرن" هذه اللام هي جواب القسم لسبقه، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، وهذا معنى قول أن قوله: "لأكفرن" ساد مسد جوابي القسم والشرط، لا كما فهمه بعضهم، ورد عليه ذلك. ويجوز أن يكون "لأكفرن" جوابا لقوله تعالى قبل [ ص: 221 ] ذلك: الزمخشري: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ، لما تضمنه الميثاق من معنى القسم، وعلى هذا فتكون الجملتان - أعني: قوله: "وبعثنا"، "وقال الله" - فيهما وجهان، أحدهما: أنهما في محل نصب على الحال، والثاني: أن تكونا جملتي اعتراض، والظاهر أن قوله: "لئن أقمتم" جوابه: "لأكفرن" كما تقدم، وجملة هذا القسم المشروط وجوابه مفسرة لذلك الميثاق المتقدم.
والتعزير: التعظيم، قال:
1710 - وكم من ماجد لهم كريم ومن ليث يعزر في الندي
وقيل: هو الثناء بخير، قاله وهو قريب من الأول. وقيل: هو الرد عن الظلم، قاله يونس، وقال الفراء . هو الردع والمنع. فعلى القولين الأولين يكون المعنى: وعظمتموهم وأثنيتم عليهم خيرا، وعلى الثالث والرابع يكون المعنى: ورددتم وردعتم سفهاءهم عنهم. قال الزجاج: عزرت فلانا: فعلت به ما يردعه عن القبيح، مثل نكلت، فعلى هذا يكون " عزرتموهم " رددتم عنهم أعداءهم. وقرأ الزجاج: "برسلي" بسكون العين حيث وقع. وقرأ الحسن البصري: الجحدري: "وعزرتموهم" خفيفة الزاي، وهي لغة. وقرأ في الفتح: "وتعزروه" بفتح حرف المضارعة وسكون العين وضم الزاي، وهي موافقة لقراءته هنا. [ ص: 222 ]وقوله: وأقرضتم الله قرضا تقدم الكلام في "قرضا" وفي نصبه في البقرة.