وفاعل "بدا" قوله: "ما كانوا"، و "ما" يجوز أن تكون موصولة اسمية وهو الظاهر؛ أي: ظهر لهم الذي كانوا يخفونه، والعائد محذوف. ويجوز أن تكون مصدرية؛ أي: ظهر لهم إخفاؤهم؛ أي: عاقبته، أو أطلق المصدر على اسم المفعول، وهو بعيد، والظاهر أن الضميرين، أعني: المجرور والمرفوع في قوله: بدا لهم ما كانوا يخفون عائدان على شيء واحد، وهم الكفار أو اليهود والنصارى خاصة. وقيل: المجرور للأتباع والمرفوع للرؤساء؛ أي: بل بدا للأتباع ما كان الوجهاء المتبعون يخفونه.
قوله: "ولو ردوا" قرأ الجمهور بضم الراء خالصا. وقرأ [ ص: 592 ] الأعمش، ويحيى بن وثاب، وإبراهيم: "ردوا" بكسرها خالصا. وقد عرفت أن الفعل الثلاثي المضاعف العين واللام يجوز في فائه إذا بني للمفعول ثلاثة الأوجه المذكورة في فاء الثلاثي المعتل العين إذا بني للمفعول، نحو: قيل وبيع، وقد تقدم ذلك. وقال الشاعر:
1897 - وما حل من جهل حبا حلمائنا ولا قائل المعروف فينا يعنف
بكسر الحاء.
قوله: "وإنهم لكاذبون" تقدم الكلام على هذه الجملة: هل هي مستأنفة أو راجعة إلى قوله: "يا ليتنا" ؟