من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا .
قوله تعالى: " من كان يريد العاجلة " يعني: من كان يريد بعمله الدنيا، فعبر بالنعت عن الاسم، " عجلنا له فيها ما نشاء " من عرض الدنيا، وقيل: من البسط والتقتير، " لمن نريد " فيه قولان:
أحدهما: لمن نريد هلكته، قاله أبو إسحاق الفزاري .
والثاني: لمن نريد أن نعجل له شيئا، وفي هذا ذم لمن أراد بعمله الدنيا، وبيان أنه لا ينال مع ما يقصده منها إلا ما قدر له، ثم يدخل النار في الآخرة . وقال هذه الآية لمن لا يوقن بالمعاد . وقد ذكرنا معنى " جهنم " في ( البقرة: 206 ) ، ومعنى " ابن جرير: يصلاها " في سورة ( النساء: 10 )، ومعنى " مذموما مدحورا " في ( الأعراف: 18 ) .
قوله تعالى: " ومن أراد الآخرة " يعني: الجنة . " وسعى لها سعيها " ; أي: عمل لها العمل الذي يصلح لها، وإنما قال: " وهو مؤمن " ; لأن الإيمان شرط في صحة الأعمال، " فأولئك كان سعيهم مشكورا " ; أي: مقبولا . وشكر الله عز وجل لهم: ثوابه إياهم وثناءه عليهم .