كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة [ ص: 21 ] أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا .
قوله تعالى: " كلا نمد هؤلاء " قال " كلا " منصوب بـ " نمد " ، " هؤلاء " بدل من " كل " ، والمعنى: نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك . قال المفسرون: كلا نعطي من الدنيا، البر والفاجر، والعطاء هاهنا: الرزق، والمحظور: الممنوع، والمعنى: أن الرزق يعم المؤمن والكافر، والآخرة للمتقين خاصة . ( انظر ) يا الزجاج: محمد، " كيف فضلنا بعضهم على بعض " وفيما فضلوا فيه قولان:
أحدهما: الرزق، منهم مقل ومنهم مكثر .
والثاني: الرزق والعمل، فمنهم موفق لعمل صالح، ومنهم ممنوع من ذلك .
قوله تعالى: " لا تجعل مع الله إلها آخر " الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى عام لجميع المكلفين . والمخذول: الذي لا ناصر له، والخذلان: ترك العون . قال نزلت حين دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه . مقاتل: