[ ص: 102 ] سورة الكهف
فصل في نزولها
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن سورة ( الكهف ) مكية، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وهذا إجماع المفسرين من غير خلاف نعلمه، إلا أنه قد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة أن منها آية مدنية، وهي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك [ الكهف: 28 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: من أولها إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8صعيدا جرزا [ الكهف: 8 ] مدني، و قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=107إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات [ الكهف: 107، 108 ] الآيتان مدنية، وباقيها مكي . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=658350من حفظ عشر آيات من أول الكهف، ثم أدرك الدجال لم يضره، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة " .
[ ص: 103 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28867_31011_32232_32238_33144_34225_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنـزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا nindex.php?page=treesubj&link=28867_29680_29785_30495_30503_30532_32022_32026_34141_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا nindex.php?page=treesubj&link=30386_34141_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3ماكثين فيه أبدا nindex.php?page=treesubj&link=29705_30532_31037_32026_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا nindex.php?page=treesubj&link=29706_32410_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا nindex.php?page=treesubj&link=30610_30612_32028_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله " قد شرحناه في أول ( الفاتحة ) . والمراد بعبده هاهنا:
محمد صلى الله عليه وسلم، وبالكتاب: القرآن، تمدح بإنزاله ; لأنه إنعام على الرسول خاصة، وعلى الناس عامة . قال العلماء باللغة والتفسير: في هذه الآية تقديم وتأخير، تقديرها: أنزل على عبده الكتاب "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قيما " ; أي: مستقيما عدلا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء، nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل، nindex.php?page=showalam&ids=11838وأبو الجوزاء، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش: ( قيما ) بكسر القاف وفتح الياء، وقد فسرناه في ( الأنعام: 161 ) .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1ولم يجعل له عوجا " ; أي: لم يجعل فيه اختلافا، وقد سبق بيان العوج في ( آل عمران: 99 ) .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لينذر بأسا شديدا " ; أي: عذابا شديدا، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2من لدنه " ; أي: من عنده، ومن قبله، والمعنى: لينذر الكافرين، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم " ; أي: بأن لهم "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2أجرا حسنا " وهو الجنة . "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3ماكثين " ;
[ ص: 104 ] أي: مقيمين، وهو منصوب على الحال . "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وينذر " بعذاب الله "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4الذين قالوا اتخذ الله ولدا " وهم اليهود حين قالوا:
عزير ابن الله، والنصارى حين قالوا:
المسيح ابن الله، والمشركون حين قالوا: الملائكة بنات الله، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5ما لهم به " ; أي: بذلك القول "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5من علم " ; لأنهم قالوا: افترى على الله، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5ولا لآبائهم " الذين قالوا ذلك، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كبرت " ; أي: عظمت "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كلمة " الجمهور على النصب . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وأبو رزين، nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء، nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر، وابن محيصن، nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة: ( كلمة ) بالرفع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء من نصب أضمر: كبرت تلك الكلمة كلمة، ومن رفع لم يضمر شيئا، كما تقول: عظم قولك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: من نصب فالمعنى: كبرت مقالتهم: اتخذ الله ولدا كلمة، و " كلمة " منصوب على التمييز . ومن رفع فالمعنى: عظمت كلمة هي قولهم: اتخذ الله ولدا .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5تخرج من أفواههم " ; أي: إنها قول بالفم لا صحة لها، ولا دليل عليها، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5إن يقولون " ; أي: ما يقولون "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5إلا كذبا " . ثم عاتبه على حزنه لفوت ما كان يرجو من إسلامهم، فقال: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=11838وأبو الجوزاء، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: ( باخع نفسك ) بكسر السين على الإضافة . قال المفسرون واللغويون: فلعلك مهلك نفسك، وقاتل نفسك، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة لذي الرمة: ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
أي: نحته
[ ص: 105 ]
فإن قيل: كيف قال: " فلعلك " والغالب عليها الشك، والله عالم بالأشياء قبل كونها ؟
فالجواب: أنها ليست بشك، إنما هي مقدرة تقدير الاستفهام الذي يعني به التقرير، فالمعنى: هل أنت قاتل نفسك ؟ لا ينبغي أن يطول أساك على إعراضهم، فإن من حكمنا عليه بالشقوة لا تجدي عليه الحسرة، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6على آثارهم " ; أي: من بعد توليهم عنك، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إن لم يؤمنوا بهذا الحديث " يعني: القرآن، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6أسفا " وفيه أربعة أقوال:
أحدها: حزنا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة . والثاني: جزعا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثالث: غضبا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والرابع: ندما، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: ندما وتلهفا وأسى . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: الأسف: المبالغة في الحزن أو الغضب، يقال: قد أسف الرجل فهو أسيف، قال الشاعر:
أرى رجلا منهم أسيفا كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا
وهذه الآية يشير بها إلى نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحرص على إيمان قومه ; لئلا يؤدي ذلك إلى هلاك نفسه بالأسف .
[ ص: 102 ] سُورَةُ الْكَهْفِ
فَصْلٌ فِي نُزُولِهَا
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سُورَةَ ( الْكَهْفِ ) مَكِّيَّةٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَهَذَا إِجْمَاعُ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ نَعْلَمُهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ أَنَّ مِنْهَا آَيَةً مَدَنِيَّةً، وَهِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ [ الْكَهْفِ: 28 ] . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: مِنْ أَوَّلِهَا إلى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8صَعِيدًا جُرُزًا [ الْكَهْفِ: 8 ] مَدَنِيٌّ، وَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=107إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [ الْكَهْفِ: 107، 108 ] الْآَيَتَانِ مَدَنِيَّةٌ، وَبَاقِيهَا مَكِّيٌّ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=658350مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آَيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْكَهْفِ، ثُمَّ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ لَمْ يَضُرَّهُ، وَمَنْ حَفِظَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
[ ص: 103 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28867_31011_32232_32238_33144_34225_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا nindex.php?page=treesubj&link=28867_29680_29785_30495_30503_30532_32022_32026_34141_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا nindex.php?page=treesubj&link=30386_34141_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29705_30532_31037_32026_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا nindex.php?page=treesubj&link=29706_32410_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا nindex.php?page=treesubj&link=30610_30612_32028_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ " قَدْ شَرَحْنَاهُ فِي أَوَّلِ ( الْفَاتِحَةِ ) . وَالْمُرَادُ بِعَبْدِهِ هَاهُنَا:
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِالْكِتَابِ: الْقُرْآَنُ، تَمَدَّحَ بِإِنْزَالِهِ ; لِأَنَّهُ إِنْعَامٌ عَلَى الرَّسُولِ خَاصَّةً، وَعَلَى النَّاسِ عَامَّةً . قَالَ الْعُلَمَاءُ بِاللُّغَةِ وَالتَّفْسِيرِ: فِي هَذِهِ الْآَيَةِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ، تَقْدِيرُهُا: أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قَيِّمًا " ; أَيْ: مُسْتَقِيمًا عَدْلًا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أَبُو رَجَاءٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11904وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ، nindex.php?page=showalam&ids=11838وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، nindex.php?page=showalam&ids=17344وَابْنُ يَعْمُرَ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وَالنَّخَعِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ: ( قِيَمًا ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي ( الْأَنْعَامِ: 161 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا " ; أَيْ: لَمْ يَجْعَلْ فِيهِ اخْتِلَافًا، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ الْعِوَجِ فِي ( آَلِ عِمْرَانَ: 99 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا " ; أَيْ: عَذَابًا شَدِيدًا، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2مِنْ لَدُنْهُ " ; أَيْ: مِنْ عِنْدِهِ، وَمِنْ قَبْلِهِ، وَالْمَعْنَى: لِيُنْذِرَ الْكَافِرِينَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ " ; أَيْ: بِأَنَّ لَهُمْ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2أَجْرًا حَسَنًا " وَهُوَ الْجَنَّةُ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=3مَاكِثِينَ " ;
[ ص: 104 ] أَيْ: مُقِيمِينَ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4وَيُنْذِرَ " بِعَذَابِ اللَّهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=4الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " وَهُمُ الْيَهُودُ حِينَ قَالُوا:
عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَالنَّصَارَى حِينَ قَالُوا:
الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَالْمُشْرِكُونَ حِينَ قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5مَا لَهُمْ بِهِ " ; أَيْ: بِذَلِكَ الْقَوْلِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5مِنْ عِلْمٍ " ; لِأَنَّهُمْ قَالُوا: افْتَرَى عَلَى اللَّهِ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5وَلا لآبَائِهِمْ " الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كَبُرَتْ " ; أَيْ: عَظُمَتْ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كَلِمَةً " الْجُمْهُورِ عَلَى النَّصْبِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَأَبُو رَزِينٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ، nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: ( كَلِمَةٌ ) بِالرَّفْعِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ مَنْ نَصَبَ أَضْمَرَ: كَبُرَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ كَلِمَةً، وَمِنْ رَفَعَ لَمْ يُضْمِرْ شَيْئًا، كَمَا تَقُولُ: عَظُمَ قَوْلُكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: مَنْ نَصَبَ فَالْمَعْنَى: كَبُرَتْ مَقَالَتُهُمْ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا كَلِمَةً، وَ " كَلِمَةً " مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ . وَمَنْ رَفَعَ فَالْمَعْنَى: عَظُمَتْ كَلِمَةً هِيَ قَوْلُهُمْ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ " ; أَيْ: إِنَّهَا قَوْلٌ بِالْفَمِ لَا صِحَّةَ لَهَا، وَلَا دَلِيلَ عَلَيْهَا، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5إِنْ يَقُولُونَ " ; أَيْ: مَا يَقُولُونَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5إِلا كَذِبًا " . ثُمَّ عَاتَبَهُ عَلَى حُزْنِهِ لِفَوْتِ مَا كَانَ يَرْجُو مِنْ إِسْلَامِهِمْ، فَقَالَ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11838وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: ( بَاخِعٌ نَفْسِكَ ) بِكَسْرِ السِّينِ عَلَى الْإِضَافَةِ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ وَاللُّغَوِيُّونَ: فَلَعَلَّكَ مُهْلِكٌ نَفْسَكَ، وَقَاتَلٌ نَفْسَكَ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ لِذِي الرُّمَّةِ: أَلَا أَيُّهَذَا الْبَاخِعُ الْوَجْدُ نَفْسَهُ لِشَيْءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الْمَقَادِرُ
أَيْ: نَحَّتْهُ
[ ص: 105 ]
فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ قَالَ: " فَلَعَلَّكَ " وَالْغَالِبُ عَلَيْهَا الشَّكُ، وَاللَّهُ عَالِمٌ بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ كَوْنِهَا ؟
فَالْجَوَابُ: أَنَّهَا لَيْسَتْ بِشَكٍّ، إِنَّمَا هِيَ مُقَدَّرَةٌ تَقْدِيرَ الِاسْتِفْهَامِ الَّذِي يَعْنِي بِهِ التَّقْرِيرُ، فَالْمَعْنَى: هَلْ أَنْتَ قَاتِلٌ نَفْسَكَ ؟ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَطُولَ أَسَاكَ عَلَى إِعْرَاضِهِمْ، فَإِنَّ مَنْ حَكَمْنَا عَلَيْهِ بِالشِّقْوَةِ لَا تُجْدِي عَلَيْهِ الْحَسْرَةُ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6عَلَى آثَارِهِمْ " ; أَيْ: مِنْ بَعْدِ تَوَلِّيهِمْ عَنْكَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ " يَعْنِي: الْقُرْآَنَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6أَسَفًا " وَفِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: حَزَنًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13436وَابْنُ قُتَيْبَةَ . وَالثَّانِي: جَزَعًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ . وَالثَّالِثُ: غَضَبًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . وَالرَّابِعُ: نَدَمًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: نَدَمًا وَتَلَهُّفًا وَأَسًى . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: الْأَسَفُ: الْمُبَالَغَةُ فِي الْحُزْنِ أَوِ الْغَضَبِ، يُقَالُ: قَدْ أَسِفَ الرَّجُلُ فَهُوَ أَسِيفٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:
أَرَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسَيْفًا كَأَنَّمَا يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ كَفًّا مُخَضَّبًا
وَهَذِهِ الْآَيَةُ يُشِيرُ بِهَا إِلَى نَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَثْرَةِ الْحِرْصِ عَلَى إِيمَانِ قَوْمِهِ ; لِئَلَّا يُؤَدِّيَ ذَلِكَ إِلَى هَلَاكِ نَفْسِهِ بِالْأَسَفِ .