قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا .
قوله تعالى: " أن تعلمني " قرأ ( تعلمني مما ) بإثبات الياء في الوصل والوقف . وقرأ ابن كثير: نافع بياء في الوصل . وقرأ وأبو عمرو ابن عامر بحذف الياء في الحالين . وعاصم
قوله تعالى: " مما علمت رشدا " قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وحمزة، ( رشدا ) بضم الراء [ وإسكان الشين ] خفيفة . وقرأ والكسائي: ( رشدا ) بفتح الراء والشين . وعن أبو عمرو: بضمهما . والرشد والرشد لغتان، كالنخل والنخل، والعجم والعجم، والعرب والعرب، والمعنى: أن تعلمني علما ذا رشد . وهذه القصة قد حرضت على الرحلة في طلب العلم، واتباع المفضول للفاضل طلبا للفضل، وحثت على الأدب والتواضع للمصحوب . ابن عامر
قوله تعالى: " إنك لن تستطيع معي صبرا " قال لن تصبر على صنعي ; لأني علمت من غيب علم ربي . ابن عباس:
وفي هذا الصبر وجهان:
أحدهما: على الإنكار . والثاني: عن السؤال . [ ص: 170 ]
قوله تعالى: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " الخبر: علمك بالشيء، والمعنى: كيف تصبر على أمر ظاهره منكر، وأنت لا تعلم باطنه ؟
قوله تعالى: " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا " قال نفي العصيان منسوق على الصبر، والمعنى: ستجدني صابرا ولا أعصي إن شاء الله . ابن الأنباري: