وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون .
قوله تعالى : " قليلا ما تشكرون " قال المفسرون : يريد : أنهم لا يشكرون أصلا .
قوله تعالى : " ذرأكم في الأرض " ; أي : خلقكم من الأرض .
قوله تعالى : " وله اختلاف الليل والنهار " ; أي : هو الذي جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض . " أفلا تعقلون " ما ترون من صنعه ؟ وما بعد هذا ظاهر إلى قوله : " قل لمن الأرض " ; أي : قل لأهل مكة المكذبين بالبعث : لمن الأرض ، " ومن فيها " من الخلق ، " إن كنتم تعلمون " بحالها ، " سيقولون لله " قرأ : ( لله ) بغير ألف هاهنا وفي اللذين بعدها بألف . وقرأ الباقون : ( لله ) في المواضع الثلاثة . وقراءة أبو عمرو على القياس . قال أبي عمرو : ومن قرأ : ( سيقولون الله ) فهو جواب السؤال ، ومن قرأ : ( لله ) فجيد أيضا ; لأنك [ ص: 487 ] إذا قلت : من صاحب هذه الدار ؟ فقيل : لزيد ، جاز ; لأن معنى ( من صاحب هذه الدار ؟ ) : لمن هي . وقال الزجاج : من قرأ : ( لله ) في الموضعين الآخرين ، فقد أجاب على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ . وقرأ أبو علي الفارسي ، سعيد بن جبير ، وأبو المتوكل : ( سيقولون الله ) ( الله ) ( الله ) بألف فيهن كلهن . قال وأبو الجوزاء أبو علي الأهوازي : وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهن .
قوله تعالى : " قل أفلا تذكرون " فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء ، أقدر على إحياء الأموات .