قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=30202_30347_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون
وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى روايتين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=24661إنكار المنكر على من يعلم أنه لا يقبل منه، وصحح القول بوجوبه، وهو قول أكثر العلماء .
وقد قيل لبعض السلف في هذا، فقال: يكون لك معذرة، وهذا كما أخبر الله عز وجل عن الذين أنكروا على المعتدين في السبت أنهم قالوا لمن قال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون وقد ورد ما يستدل به على
nindex.php?page=treesubj&link=24661سقوط الأمر والنهي عند عدم القبول والانتفاع به، ففي "سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود" nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=675701عن nindex.php?page=showalam&ids=1500أبي ثعلبة الخشني أنه قيل له: كيف تقول في هده الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105عليكم أنفسكم فقال: أما والله لقد سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [ ص: 462 ] فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام " .
وفي "سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود" عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675703بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ ذكر الفتنة، فقال: "إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه، فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة" .
وكذلك روي عن طائفة من الصحابة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قالوا: لم يأت تأويلها بعد، إنما تأويلها في آخر الزمان . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال: إذا اختلفت القلوب والأهواء، وألبستم شيعا . وذاق بعضكم بأس بعض، فيأمر الإنسان حينئذ نفسه، حينئذ تأويل هذه الآية .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال: هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا، إن قالوا لم يقبل منهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير عن جماعة من الصحابة، قالوا . إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، لا يضرك من ضل إذا اهتديت .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول ، قال: لم يأت تأويلها بعد، إذا هاب الواعظ، وأنكر
[ ص: 463 ] الموعوظ فعليك حينئذ بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: أنه كان إذا تلا هذه الآية، قال: يا لها من ثقة ما أوثقها! ومن سعة ما أوسعها! .
وهذا كله قد يحمل على أن من
nindex.php?page=treesubj&link=26932عجز عن الأمر بالمعروف، أو خاف الضرر، سقط عنه، وكلام
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يدل على أن من علم أنه لا يقبل منه، لم يجب عليه، كما حكي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : " مر من ترى أن يقبل منك .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=30202_30347_30614_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وَقَدْ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14953الْقَاضِي أَبُو يُعْلَى رِوَايَتَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ فِي وُجُوبِ
nindex.php?page=treesubj&link=24661إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ، وَصَحَّحَ الْقَوْلَ بِوُجُوبِهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ .
وَقَدْ قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ فِي هَذَا، فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ مَعْذِرَةٌ، وَهَذَا كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الَّذِينَ أَنْكَرُوا عَلَى الْمُعْتَدِينَ فِي السَّبْتِ أَنَّهُمْ قَالُوا لِمَنْ قَالَ لِهَمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ وَقَدْ وَرَدَ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=24661سُقُوطِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عِنْدَ عَدَمِ الْقَبُولِ وَالِانْتِفَاعِ بِهِ، فَفِي "سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ" nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=675701عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=1500أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ فِي هِدْهُ الْآيَةِ: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، [ ص: 462 ] فَقَالَ: "بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْتَهُوا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَوَامِّ " .
وَفِي "سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ" عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675703بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا" وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: "الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ" .
وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ قَالُوا: لَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ، إِنَّمَا تَأْوِيلُهَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَتِ الْقُلُوبُ وَالْأَهْوَاءُ، وَأُلْبِسْتُمْ شِيَعًا . وَذَاقَ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَيَأْمُرُ الْإِنْسَانُ حِينَئِذٍ نَفْسَهُ، حِينَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ لِأَقْوَامٍ يَجِيئُونُ مِنْ بَعْدِنَا، إِنْ قَالُوا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرُ بْنُ نَفِيرٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالُوا . إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ، لَا يَضُرُّكَ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17134مَكْحُولٍ ، قَالَ: لَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ، إِذَا هَابَ الْوَاعِظُ، وَأَنْكَرَ
[ ص: 463 ] الْمَوْعُوظُ فَعَلَيْكَ حِينَئِذٍ بِنَفْسِكَ لَا يَضُرُّكَ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتَ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، قَالَ: يَا لَهَا مِنْ ثِقَةٍ مَا أَوْثَقَهَا! وَمِنْ سَعَةٍ مَا أَوْسَعَهَا! .
وَهَذَا كُلُّهُ قَدْ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّ مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=26932عَجَزَ عَنِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، أَوَ خَافَ الضَّرَرَ، سَقَطَ عَنْهُ، وَكَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ، لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ، كَمَا حُكِيَ رِوَايَةً عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ : " مُرْ مَنْ تَرَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْكَ .