[ ص: 511 ] 18- باب: ذكر الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة الحج
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون اختلفوا في هذه الآية على قولين: أحدهما: أنها نزلت قبل الأمر بالقتال ثم نسخت بآية السيف .
والثاني: أنها نزلت في حق المنافقين ، كانت تظهر منهم فلتات ثم يجادلون عليها ، فأمر أن يكل أمورهم إلى الله تعالى ، فالآية على هذا محكمة .
ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده فيها قولان: أحدهما: أنها منسوخة ، لأن فعل ما فيه وفاء لحق الله لا يتصور من أحد ، واختلف هؤلاء في ناسخها على قولين: [ ص: 512 ] أحدهما: أنه قوله: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
والثاني: فاتقوا الله ما استطعتم .
والقول الثاني: أنها محكمة ، لأن حق الجهاد الجد في المجاهدة ، وبذل الإمكان مع صحة القصد فعلى هذا هي محكمة ، ويوضحه أن الله تعالى لم يأمر بما لا يتصور ، فبان أن قوله: ما استطعتم تفسير لحق الجهاد فلا يصح نسخ ، كما بينا في قوله تعالى في آل عمران: اتقوا الله حق تقاته .