[ ص: 550 ] 32- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة الصافات
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: فتول عنهم حتى حين للمفسرين في المراد بالحين ثلاثة أقوال: أحدها: أنه زمان الأمر بقتالهم ، قاله . مجاهد
والثاني: موتهم ، قاله . قتادة
والثالث: القيامة: قاله ابن زيد ، وعلى هذا والذي قبله يتطرق نسخها ، وقال نسختها آية القتال . مقاتل بن حيان
ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: وأبصرهم فسوف يبصرون أي: انظر إليهم إذا نزل العذاب بهم ببدر فسوف يبصرون ما أنكروا ، وكانوا يستعجلون به [ ص: 551 ] تكذيبا وهذا كله دليل على إحكامها ، وزعم قوم: أنها منسوخة بآية السيف ، وليس بصحيح .
ذكر الآية الثالثة والرابعة: وهما تكرار الأولتين: وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ، قال المفسرون: هذا تكرار لما تقدم توكيد لوعده بالعذاب ، وقال ابن عقيل : الآيتان المتقدمتان عائدتان إلى أذيتهم له ، وصدهم له عن العمرة ، والحين الأول ، حين الفتح فالمعنى أبصرهم إذا جاء نصر الله ، ووقفوا بين يديك بالذل ، وطلب العفو ، فسوف يبصرون عزك وذلهم على ضد ما كان يوم القضاء .
والموضع الثاني: وتول عنهم حتى حين وهو يوم القيامة والله أعلم ، وأبصر ما يكون من عذاب الله لهم .
[ ص: 552 ] قلت: وعلى ما ذكرنا لا وجه للنسخ ، وقد ادعى بعضهم نسخ الآيتين ، خصوصا إذا قلنا أنها تكرار للأولتين .