قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين [ ص: 166 ] nindex.php?page=treesubj&link=28974قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ضربت عليهم الذلة يعني
اليهود .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112أين ما ثقفوا أي وجدوا ولقوا ، وتم الكلام . وقد مضى في البقرة معنى ضرب الذلة عليهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112إلا بحبل من الله استثناء منقطع ليس من الأول . أي لكنهم يعتصمون بحبل من الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112وحبل من الناس يعني الذمة التي لهم . والناس :
محمد والمؤمنون يؤدون إليهم الخراج فيؤمنونهم . وفي الكلام اختصار ، والمعنى : إلا أن يعتصموا بحبل من الله ، فحذف ; قاله
الفراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112وباءوا بغضب من الله أي رجعوا . وقيل احتملوا . وأصله في اللغة أنه لزمهم ، وقد مضى في البقرة . ثم أخبر لم فعل ذلك بهم . فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=112ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وقد مضى في البقرة مستوفى . ثم أخبر فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113ليسوا سواء تم الكلام . والمعنى : ليس
أهل الكتاب وأمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - سواء ; عن
ابن مسعود . وقيل : المعنى ليس المؤمنون والكافرون من
أهل الكتاب سواء . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11997أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم حدثنا
شيبان عن
عاصم عن
زر عن
ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831930أخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في هذه الساعة غيركم قال : وأنزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115والله عليم بالمتقين وروى
ابن وهب مثله . وقال
ابن عباس : قول الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون من آمن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال
ابن إسحاق عن
ابن عباس لما أسلم
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ،
وثعلبة بن سعية ،
وأسيد بن سعية ،
وأسيد بن عبيد ، ومن أسلم من
يهود ; فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام ورسخوا فيه ، قالت أحبار
يهود وأهل الكفر منهم : ما آمن
بمحمد ولا تبعه إلا شرارنا ، ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره ; فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون . إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=114وأولئك من الصالحين . وقال
الأخفش : التقدير من
أهل الكتاب ذو أمة ، أي ذو طريقة حسنة . وأنشد :
[ ص: 167 ] وهل يأممن ذو أمة وهو طائع
وقيل : في الكلام حذف ; والتقدير من
أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة ، فترك الأخرى اكتفاء بالأولى ; كقول
أبي ذؤيب :
عصاني إليها القلب إني لأمره مطيع فما أدري أرشد طلابها
أراد : أرشد أم غي ، فحذف . قال
الفراء : أمة رفع ب سواء ، والتقدير : ليس يستوي أمة من
أهل الكتاب قائمة يتلون آيات الله وأمة كافرة . قال
النحاس : هذا قول خطأ من جهات : إحداها أنه يرفع ( أمة ) ب ( سواء ) فلا يعود على اسم ليس بشيء ، ويرفع بما ليس جاريا على الفعل ويضمر ما لا يحتاج إليه ; لأنه قد تقدم ذكر الكافر فليس لإضمار هذا وجه . وقال
أبو عبيدة : هذا مثل قولهم : أكلوني البراغيث ، وذهبوا أصحابك . قال
النحاس : وهذا غلط ; لأنه قد تقدم ذكرهم ، وأكلوني البراغيث لم يتقدم لهم ذكر . و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113آناء الليل ساعاته . وأحدها إنى وأنى وإني ، وهو منصوب على الظرف . و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113يسجدون يصلون ; عن
الفراء والزجاج ; لأن التلاوة لا تكون في الركوع والسجود . نظيره قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وله يسجدون أي يصلون . وفي ( الفرقان ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن وفي النجم
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فاسجدوا لله واعبدوا " . وقيل : يراد به السجود المعروف خاصة . وسبب النزول يرده ، وأن المراد صلاة العتمة كما ذكرنا عن
ابن مسعود ; فعبدة الأوثان ناموا حيث جن عليهم الليل ، والموحدون قيام بين يدي الله تعالى في صلاة العشاء يتلون آيات الله ; ألا ترى لما ذكر قيامهم قال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=113وهم يسجدون أي مع القيام أيضا .
الثوري : هي الصلاة بين العشاءين . وقيل : هي في قيام الليل . وعن رجل من
بني شيبة كان يدرس الكتب قال : إنا نجد كلاما من كلام الرب عز وجل : أيحسب راعي إبل أو راعي غنم إذا جنه الليل انخذل كمن هو قائم وساجد آناء الليل .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=114يؤمنون بالله يعني يقرون بالله ويصدقون
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104ويأمرون بالمعروف قيل : هو عموم . وقيل : يراد به الأمر باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=104وينهون عن المنكر والنهي عن المنكر النهي عن مخالفته .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=114ويسارعون في الخيرات التي يعملونها مبادرين غير متثاقلين لمعرفتهم بقدر ثوابهم . وقيل : يبادرون بالعمل قبل الفوت .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=114وأولئك من الصالحين أي مع الصالحين ، وهم
nindex.php?page=treesubj&link=28811أصحاب محمد - - صلى الله عليه وسلم - في الجنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=115وما يفعلوا من خير فلن يكفروه قرأ
الأعمش وابن وثاب وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص وخلف بالياء فيهما ; إخبارا عن الأمة القائمة ، وهي قراءة
ابن عباس واختيار
أبي عبيد . وقرأ الباقون بالتاء فيهما على الخطاب ; لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أخرجت للناس [ ص: 168 ] . وهي اختيار
أبي حاتم ، وكان
أبو عمرو يرى القراءتين جميعا الياء والتاء . ومعنى الآية : وما تفعلوا من خير فلن تجحدوا ثوابه بل يشكر لكم وتجازون عليه .