قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين
418 - أخرج عن أبو الشيخ الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزلت يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
419 - وأخرج عن ابن أبي حاتم قال مجاهد لما نزلت يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك قال يا رب كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون علي فنزلت وإن لم تفعل فما بلغت رسالته
420 - وأخرج الحاكم عن والترمذي قالت عائشة والله يعصمك من الناس فأخرج رأسه من القبة فقال يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله، في هذا الحديث دليل على أنها أي الآية ليلية نزلت ليلا، فراشية والرسول في فراشه كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس حتى نزلت هذه الآية [ ص: 100 ]
421 - وأخرج عن الطبراني قال أبي سعيد الخدري عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن يحرسه فلما نزلت العباس والله يعصمك من الناس ترك الحرس كان
422 - ك : وأخرج أيضا عن عصمة بن مالك الخطمي قال كنا نحرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل حتى نزلت والله يعصمك من الناس فترك الحرس
423 - ك : وأخرج في صحيحه عن ابن حبان قال أبي هريرة كنا إذا أصبحنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت الشجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل وأخذه وقال يا محمد من يمنعك مني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله يمنعني منك، ضع السيف " فوضعه فنزلت والله يعصمك من الناس
424 - ك : وأخرج ابن أبي حاتم عن وابن مردويه قال جابر بن عبد الله لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني أنمار نزل ذات الرقيع بأعلى نخل فبينما هو جالس على رأس بئر قد أدلى رجليه فقال غورث بن الحارث من بني النجار لأقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله قال أقول له أعطني سيفك فإذا أعطانيه قتلته به فأتاه فقال له يا محمد أعطني سيفك أشمه فأعطاه إياه فرعدت يده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحال الله بينك وبين ما تريد فأنزل الله يا أيها الرسول بلغ الآية
425 - ك : ومن غريب ما ورد في سبب نزولها ما أخرجه ابن مردويه عن والطبراني قال ابن عباس أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية والله يعصمك من الناس فأراد أن يرسل معه من يحرسه فقال يا عم إن الله عصمني من الجن والإنس [ ص: 101 ] كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس وكان يرسل معه
426 - وأخرج عن ابن مردويه نحوه وهذا يقتضي أن الآية مكية والظاهر خلافه
جابر بن عبد الله