تنبيهات
الأول : ما جعلناه من قبيل المسند من الصحابي إذا وقع من تابعي فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل فقد يقبل إذا صح السند إليه وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة أو اعتضد بمرسل آخر ونحو ذلك. وسعيد بن جبير
الثاني كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة ، وطريق الاعتماد في ذلك أن تنظر إلى العبارة الواقعة فإن عبر أحدهم بقوله نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فقد تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا منافاة بين قوليهما إذا كان اللفظ يتناولهما كما بينته في كتابي "الإتقان" وحينئذ فحق مثل هذا أن لا يورد في تصانيف أسباب النزول وإنما يذكر في تصانيف أحكام القرآن وإن عبر واحد بقوله نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد كما قال في قوله (نساؤكم حرث لكم ) إنها نزلت رخصة في وطء النساء في أدبارهن وصرح ابن عمر بذكر سبب خلافه فاعتمد حديث جابر وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب كما سيأتي في آية اللعان وقد تكون نزلت مرتين كما سيأتي في آية الروح وفي خواتيم النحل وفي قوله ( جابر ما كان للنبي والذين آمنوا )الآية ، مما يعتمد في الترجيح النظر إلى الإسناد وكون راوي أحد السببين حاضرا القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وربما كان في إحدى القصتين مثلا فوهم الراوي فقال نزلت ، كما سيأتي في سورة الزمر وابن مسعود
الثالث: أشهر كتاب في هذا الفن كتاب وكتابي هذا يتميز عليه بأمور الواحدي
أحدها الاختصار [ ص: 10 ] ثانيها : الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر وقد ميزتها بصورة ك رمزا عليها الواحدي
ثالثها عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة كالكتب الستة والمستدرك وصحيح وسنن ابن حبان البيهقي ومسانيد والدارقطني أحمد وأبي يعلى ومعاجم والبزار وتفاسير الطبراني ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وغيرهم وأما وابن المنذر فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها الواحدي
وتارة يورده مقطوعا فلا يدرى هل له إسناد أم لا
رابعها: تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود
خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة
سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول
وهذا آخر المقدمة
ومن هنا نشرع في المقصود بعون الملك المعبود.