ذكرنا في باب البسملة مذاهب القراء العشرة فيما يجوز بين السورتين من الأوجه .
الم الله مده لازم ، وقرأ جميع القراء بإسقاط همزة الجلالة وصلا وتحريك الميم بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين ، وإنما اختير التحريك بالفتح هنا دون الكسر مع أن الأصل فيما يحرك للتخلص من الساكنين أن يكون تحركه بالكسر مراعاة لتفخيم لفظ الجلالة ولخفة الفتح ، ويجوز لكل القراء حالة الوصل وجهان المد نظرا للأصل وعدم الاعتداد بالعارض والقصر اعتدادا بالعارض . وقرأ بالسكت من غير تنفس على ألف ولام وميم . ويترتب على هذا السكت لزوم المد الطويل في ميم وعدم جواز القصر فيه ، لأن سبب القصر ، وهو تحرك ميم قد زال بالسكت ، كما يترتب عليه إثبات همزة الوصل حالة الوصل . فتنبه . أبو جعفر
لا يخفى عليه شيء في شيء المرفوع لحمزة وقفا ستة أوجه ، النقل والإدغام ، وعلى كل السكون المحض والإشمام والروم . وهشام
يصوركم رقق راءه . [ ص: 59 ] ورش
في الأرض ، ولا في السماء ، في الأرض ، كيف يشاء لا يخفى ما فيه وصلا ووقفا لورش وحمزة . وهشام
منه وصل الهاء . ابن كثير
هن وقف عليه بهاء السكت . يعقوب
كدأب ، رأي العين لا يخفى ما فيها من الإبدال للسوسي مطلقا وأبي جعفر وقفا . وحمزة
ستغلبون وتحشرون قرأ الأخوان بياء الغيبة فيهما والباقون بتاء الخطاب فيهما . وخلف
وبئس أبدل همزه ورش والسوسي مطلقا وأبو جعفر عند الوقف . وحمزة
فئتين ، فئة أبدل همزه ياء خالصة أبو جعفر مطلقا وقفا . وحمزة
كافرة رقق الراء . ورش
يرونهم قرأ المدنيان بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة . ويعقوب
مثليهم ضم الهاء في الحالين . يعقوب
يؤيد قرأ ورش وابن جماز بإبدال الهمز واوا خالصة مطلقا عند الوقف فقط . وحمزة
من يشاء إن أدغم عن خلف النون في الياء بلا غنة ، والباقون مع الغنة . حمزة
وقرأ المدنيان والمكي والبصري ورويس بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الياء وعنهم إبدالها واوا خالصة والباقون بالتحقيق وقد تقدم نظيره ، ووقف حمزة على وهشام يشاء لا يخفى .
لعبرة رقق الراء . ورش
المآب فيه البدل وهو ظاهر وإن اجتمع مع لورش الدنيا ، فإن وصل بما بعده كان فيه أربعة أوجه وهي معلومة الفتح وعليه القصر والمد ، والتقليل وعليه التوسط والمد - وأما إن وقف عليه كان فيه لورش عشرة أوجه الفتح في لورش الدنيا وعليه في المآب خمسة أوجه : القصر والمد وكل منهما مع السكون والروم فتصير أربعة ، والخامس : التوسط مع السكون المحض باعتبار العروض ويمتنع معه الروم لأن التوسط إنما جاز للوقف فقط .
والتقليل في الدنيا وعليه في المآب التوسط والمد وكل منهما مع السكون والروم ، ويجوز القصر مع السكون المحض نظرا للعروض أيضا ، في الوقف عليه تسهيل الهمزة قولا واحدا وله أربعة العارض وهي معلومة . ولحمزة
و المآب آخر الربع . [ ص: 60 ]
الممال
الشهادة و رحمة و كافرة للكسائي عند الوقف عليها بلا خلاف . مولانا هدى ، لدى الوقف لا يخفى بالإمالة للأصحاب والتقليل بخلفه ومولى على وزن مفعل فلا تقليل فيه لورش للبصري . الكافرين بالإمالة للبصري والدوري ورويس والتقليل ، لورش النار الأبصار بالإمالة للبصري والتقليل والدوري ، لورش التوراة بالإمالة للبصري وابن ذكوان والكسائي في اختياره ، وبالتقليل وخلف لورش بلا خلاف عنهما وحمزة بالخلاف . والوجه الثاني ولقالون الفتح ، لقالون للناس معا والناس لدوري البصري وأخرى بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل ، لورش الدنيا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري بخلف عنه . وورش
المدغم
الصغير فيغفر لمن واغفر لنا ; أدغمه بلا خلاف السوسي عن والدوري بخلاف عنه . أبي عمرو ويعذب من : قرأ ورش بالإظهار والباقون بالإدغام ، وذكر والمكي الخلاف الشاطبي خروج منه عن طريقه فلا يقرأ له إلا بالإظهار من طريقه فتأمل . لابن كثير
ولا يخفى على فطنتك أن خلاف القراء في فيغفر لمن ويعذب من حيث الإظهار والإدغام إنما هو لمن يقرءون بالجزم ، وأما من يقرأ بالرفع في الفعلين فلا خلاف عنه في الإظهار فيهما .
الكبير المصير لا يكلف الله ، الكتاب بالحق ، زين للناس ، والحرث ذلك .