الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 466 ] قال ( فإذا كان قبل يوم التروية بيوم خطب الإمام خطبة يعلم فيها الناس الخروج إلى منى والصلاة بعرفات والوقوف والإضافة ) والحاصل أن في الحج ثلاث خطب : أولها ما ذكرنا ، والثانية بعرفات يوم عرفة ، والثالثة بمنى في اليوم الحادي عشر ، فيفصل بين كل خطبتين بيوم . وقال زفر رحمه الله : يخطب في ثلاثة أيام متوالية أولها يوم التروية لأنها أيام الموسم ومجتمع الحاج . ولنا أن المقصود منها التعليم . ويوم التروية ويوم النحر يوما اشتغال ، فكان ما ذكرناه أنفع وفي القلوب أنجع

التالي السابق


( قوله فإذا كان قبل يوم التروية بيوم ) وهو اليوم السابع من ذي الحجة ويوم التروية هو الثامن ، سمي به لأنهم كانوا يروون إبلهم فيه استعدادا للوقوف يوم عرفة . وقيل : لأن رؤيا إبراهيم كانت في ليلته فتروى فيه في أن ما رآه من الله أو لا ، من الرأي وهو مهموز ذكره في طلبة الطلبة .

وقيل : لأن الإمام يروي للناس مناسكهم من الرواية ، وقيل غير ذلك . وهذه الخطبة خطبة واحدة بلا جلوس ، وكذا خطبة الحادي عشر : وأما خطبة عرفة فيجلس بينهما وهي قبل صلاة الظهر والخطبتان الأوليان بعده ( قوله أولها يوم التروية ) قلنا خلاف المروي عنه صلى الله عليه وسلم فإنه روي عنه أنه { خطب في السابع وكذا أبو بكر ، وقرأ علي رضي الله عنه عليهم سورة براءة } .

رواه ابن المنذر وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ولأن تلك الأيام أيام اشتغال على ما لا يخفى فيكون داعية تركهم الحضور فيفوت المقصود من شرع الخطب ( فكان ما ذكرناه أنفع وفي القلوب أنجع ) أي أبلغ




الخدمات العلمية