الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ثم يضجع على شقه الأيسر فيغسل بالماء والسدر حتى يرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي التخت منه ، ثم يضجع على شقه الأيمن فيغسل حتى يرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي التخت منه ) ; لأن السنة هو البداءة بالميامن ( ثم يجلسه ويسنده إليه ويمسح بطنه مسحا رفيقا ) تحرزا عن تلويث الكفن .

التالي السابق


( قوله : ثم يضجع على شقه الأيسر ) شروع في بيان كيفية الغسل . وحاصله أن البداءة بالميامن سنة في البخاري من حديث أم عطية قالت { لما غسلنا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها } وهو دليل تقديم وضوء الميت ، فإذا فرغ من وضوئه غسل رأسه ولحيته بالخطمي من غير تسريح ، ثم يضجعه على شقه الأيسر لتكون البداءة في الغسل بشقه الأيمن فيغسل بالماء القراح حتى ينقيه ويرى أن الماء قد خلص إلى ما يلي التخت منه وهو الجانب الأيسر ، وهذه غسلة ، ثم يضجعه على جانبه الأيمن فيغسل بالماء المغلي فيه سدر أو حرض إن كان حتى ينقيه ويرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي التخت منه وهو الجانب الأيمن وهذه ثانية ، ثم تقعده وتسنده إليك وتمسح بطنه مسحا رفيقا ، فإن خرج منه شيء غسلت ذلك المحل المصاب ثم تضجعه على الأيسر فتصب غاسلا بالماء الذي فيه الكافور وقد تمت الثلاث . ولم يفصل المصنف في مياه الغسلات بين القراح وغيره ، وذكر شيخ الإسلام وغيره كذلك ، وهو ظاهر من كلام الحاكم ، وإنما يبدأ بالقراح أولا ليبتل ما عليه الدرن بالماء أولا فيتم قلعه بالماء والسدر ، ثم يحصل تطييب البدن بعد النظافة بماء الكافور .

والأولى أن يغسل الأوليان بالسدر كما هو ظاهر الكتاب هنا . وأخرج أبو داود عن محمد بن سيرين { أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية ، يغسل بالسدر مرتين والثالث بالماء والكافور } وسنده صحيح ، ثم ينشف ثم يقمص ثم يبسط الكفن على ما نذكر ثم يوضع عليه ، فإذا وضع مقمصا عليه وضع حينئذ الحنوط في رأسه ولحيته وسائر جسده ، والكافور على مساجده وما تيسر من الطيب إلا ما سنذكر .




الخدمات العلمية