ولسليمان الريح [12]
[ ص: 335 ] جعله نسقا على "وألنا له الحديد" وقال: المعنى: وألنا الكسائي لسليمان الريح، وقال : التقدير وسخرنا أبو إسحاق لسليمان الريح: وقرأ (ولسليمان الريح) بالرفع بالابتداء أو بالاستقرار أي لسليمان الريح ثابتة وفيه ذلك المعنى، فإن قال قائل: إذا قلت: أعطيت زيدا دينارا ولعمرو درهم، فرفعت لم يكن فيه كمعنى الأول، وجاز أن يكون لم تعطه الدرهم قيل: الأمر كذا الآية على خلاف هذا من المعنى قد علم أنه لم يسخرها أحد غير الله جل وعز (غدوها شهر) أي مسيرة شهر وكذا عاصم ورواحها شهر وروى عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس سليمان صلى الله عليه وسلم إذا جلس نصبت حواليه أربعمائة ألف كرسي ثم جلس رؤساء الإنس مما يليه وجلس سفلة الإنس مما يليهم، وجلس رؤساء الجن مما يلي سفلة الإنس وجلس سفلة الجن مما يليهم، وموكل بكل كرسي طائر يعمل بعينه ثم تقلهم الريح والطير تظلهم من الشمس، فيغدو من بيت المقدس إلى إصطخر فيقيل بها ثم يروح من إصطخر فيبيت في بيت المقدس ثم قرأ ابن عباس غدوها شهر ورواحها شهر ومن الجن من يعمل بين يديه "من" في موضع نصب بمعنى وسخرنا ويجوز، أن يكون في موضع رفع كما تقدم في الريح، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير شرط وجوابه و"من" في موضع رفع بالابتداء وهو تام.