[ ص: 336 ] يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل [13]
لم ينصرفا لأن هذا الجمع ليس له نظير في الواحد، ولا يجمع كما يجمع غيره من الجموع. والمحراب في اللغة كل موضع مرتفع وقيل للذي يصلى إليه: محراب لأنه يجب أن يرفع ويعظم، وقال : الضحاك من محاريب أي من مساجد وتماثيل قال: صور فقال قوم: عمل الصور جائز لهذه الآية ولما أخبر الله جل وعز عن المسيح صلى الله عليه وسلم وقال قوم قد صح النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عنها والتوعد لمن عملها أو اتخذها فنسخ صلى الله عليه وسلم هذا ما كان مباحا قبله، وكانت في ذلك الحكمة لأنه بعث صلى الله عليه وسلم والصور تعبد، وكان الأصلح إزالتها وجفان كالجواب وقدور راسيات الأولى أن يكون بالياء ومن حذف الياء قال: سبيل الألف واللام أن يدخلا في النكرة فلا يغيرها عن حالها فلما كان يقال: جواب ودخلت الألف واللام أقر على حاله بحذف الياء، وواحد الجوابي جابية وهي القدر العظيمة والحوض الكبير الذي يجبى إليه الشيء أن يجمع، ومنه جبيت الخراج وجبيت الجراد أي جعلت كساء فجمعته فيه إلا أن ليثا روى عن قال: الجوابي جمع جوبة. قال مجاهد : الجوبة الحفرة الكبيرة تكون في الجبل يجتمع فيها ماء المطر "وقدور راسيات" قال أبو جعفر : هي قدور النحاس تكون بفارس. قال سعيد بن جبير : هي قدور كانت تعمل من حجارة الجبال الضحاك اعملوا آل داود شكرا أي يقال لهم: "آل داود" نداء مضاف ونصب شكر عند من جهتين: إحداهما اعملوا للشكر أي لتشكروا الله [ ص: 337 ] جل وعز، والأخرى أن يكون التقدير: اشكروا شكرا أبي إسحاق وقليل من عبادي الشكور مبتدأ وخبره والشكور على التكثير لا غير، وشاكر يقع للقليل والكثير، والشكر لا يكون إلا في شيء بعينه، والحمد أعم منه.