ولقد صدق عليهم إبليس ظنه [20]
فيه أربع أوجه من القراءات: قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو وابن كثير يروى عن وابن عامر (ولقد صدق) بالتخفيف (عليهم إبليس) بالرفع (ظنه) بالنصب، وقرأ مجاهد ابن عباس ويحيى بن وثاب والأعمش وعاصم وحمزة (صدق) بالتشديد، وقرأ والكسائي أبو الهجهاج (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) بنصب إبليس ورفع ظنه، قال أبو حاتم : لا وجه لهذه القراءة عندي، والله جل وعز أعلم. قال : وقد أجاز هذه القراءة أبو جعفر ، وذكرها الفراء ، [ ص: 344 ] وقال: المعنى صدق ظن إبليس إبليس بما اتبعوه، والقراءة الرابعة (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) برفع إبليس وظنه. والقراءة الأولى "ولقد صدق عليهم إبليس ظنه" معناها في ظنه. قال أبو إسحاق : هو منصوب على المصدر، والقراءة الثانية "ولقد صدق عليهم إبليس ظنه" بنصب "ظنه" بوقوع الفعل عليه. قال أبو إسحاق : ظن ظنا فكان كما ظن فصدق ظنه، وعن مجاهد قال: إبليس خلق ابن عباس آدم من طين فهو ضعيف وأنا من نار فلأحتنكن ذريته إلا قليلا فكان كما قال. وقال : ما ضربهم بسوط ولا بعصا وإنما ظن ظنا فكان كما ظن بوسوسته الحسن إلا فريقا من المؤمنين نصب بالاستثناء وفيه قولان أحدهما أنه يراد به بعض المؤمنين، فأما فعنه أنه قال: هم المؤمنون كلهم. ابن عباس