قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله [24]
"من" في موضع رفع بالابتداء، وهي اسم تام لأنها للاستفهام و"يرزقكم" في موضع الخبر، ويجوز إدغام القاف في الكاف، فتقلب القاف كافا وإنا والأصل وإننا فحذفت النون تخفيفا أو إياكم معطوف على اسم إن ولو عطف على الموضع لكان أو أنتم ويكون لعلى هدى للأول لا غير لو قلت أو أنتم فإذا [ ص: 347 ] قلت: أو إياكم كان للثاني أولى وحذفت من الأول، ويجوز أن يكون للأول وهو اختيار ، قال: ومعناه معنى قول المستنصر بصاحبه على صحة الوعيد واستظهار بالحجة الواضحة أحدنا كاذب وقد عرف المعنى، وكما تقول: أنا أفعل كذا وتفعل أنت كذا وأحدنا مخطئ وقد عرف أنه هو المخطئ، وهكذا أبي العباس وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قل أروني الذين ألحقتم به شركاء [27].
تكون "أروني" ههنا من رؤية القلب أي عرفوني هذه الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لله جل وعز هل شاركته في خلق شيء فبينوا ما هو وإلا فلم تعبدونها؟ ويجوز أن يكون من رؤية البصر فيكون شركاء حالا. قال : والمعنى أروني الذين ألحقتموهم به شركاء ثم حذف لأنه في الصلة. قال: ثم قال جل وعز: (كلا) ردع وتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول، وتنبهوا على ضلالكم. أبو إسحاق