قراءة الأعرج وشيبة وفيها قراءتان أخريان: قرأ ونافع عكرمة وأبو عمرو وحمزة (سلام على إلياسين) وقرأ والكسائي (سلام على الياسين) بوصل الألف كأنها "ياسين" دخلت عليها الألف واللام للتعريف. فمن قرأ (سلام على آل ياسين) كأنه والله أعلم جعل اسمه "الياس" و"ياسين" ثم سلم على آله أي أهل دينه ومن كان على مذهبه وعلم أنه إذا سلم على آله من أجله فهو داخل في السلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن وقال [ ص: 437 ] جل وعز: "صل على آل أبي أوفى" أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فأما "الياسين" فللعلماء فيها غير قول روى هارون عن ابن أبي إسحاق قال: إلياسين مثل إبراهيم يذهب إلى أنه اسم له، يذهب إلى أنه جمع جمع التسليم على أنه وأهل مذهبه يسلم عليهم، وأنشد: وأبو عبيد
قدني من نصر الخبيبين قدي
وإنما يريد فجمعه على أن من كان على مذهبه داخل معه، وغير أبا خبيب عبد الله بن الزبير يرويه "الخبيبين" على التثنية يريد أبي عبيدة عبد الله ومصعبا. قال : ورأيت أبو جعفر علي بن سليمان يشرحه بأكثر من هذا الشرح، قال: العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم فيقولون: المهالبة على أنهم سموا كل واحد بالمهلب. قال: فعلى هذا "سلام على الياسين" سمى كل رجل منهم الياس، وقد ذكر في كتابه شيئا من هذا إلا أنه ذكر أن العرب تفعل هذا على وجه النسبة، فيقولون: الأشعرون يريدون به النسب، واحتج سيبويه في قراءته "سلام على الياسين" وأن اسمه كما أن اسمه الياس لأنه ليس في السورة "سلام على آل" لغيره من الأنبياء صلى الله عليه، وكما سمي الأنبياء، كذا سمي هو، وهذا الاحتجاج أصله أبو عبيدة وهو غير لازم؛ لأنا قد بينا قول أهل اللغة أنه إذا سلم على آله من أجله فهو مسلم عليه والقول بأن اسمه [ ص: 438 ] الياس والياسين يحتاج إلى دليل ورواية فقد وقع في الأمر إشكال كان الأولى اتباع الخط الذي في المصحف وفي المصحف "سلام على آل ياسين" بالانفصال فهذا ما لا إشكال فيه. لأبي عمرو بن العلاء في هذا قول حسن ليس بالمشروع سنذكره ونشرحه إن شاء الله، وذلك أنه شبهه بقول الله جل وعز: وللفراء وشجرة تخرج من طور سيناء وقال جل وعز: وطور سينين قال: وهما بمعنى واحد وموضوع واحد، وشرح هذا أن الياس اسم أعجمي والأسماء الأعجمية إذا وقعت إلى العرب غيرتها بضروب من التغيير، فيقولون: إبرهيم وإبراهم وإبرهام هكذا أيضا سيناء وسينين والياس والياسين ويس في قراءة "سلام على آل ياسين" بمعنى واحد.