الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وفي سبيل الله وهو منقطع الغزاة ) وقيل الحاج وقيل طلبة العلم ، وفسره في البدائع بجميع القرب وثمرة الاختلاف في نحو الأوقاف

التالي السابق


( قوله : وهو منقطع الغزاة ) أي الذين عجزوا عن اللحوق بجيش الإسلام لفقرهم بهلاك النفقة أو الدابة أو غيرهما فتحل لهم الصدقة وإن كانوا كاسبين إذا الكسب يقعدهم عن الجهاد قهستاني ( قوله : وقيل الحاج ) أي منقطع الحاج . قال في المغرب : الحاج بمعنى الحجاج كالسامر بمعنى السمار في قوله تعالى { سامرا تهجرون } وهذا قول محمد والأول قول أبي يوسف اختاره المصنف تبعا للكنز . قال في النهر : وفي غاية البيان أنه الأظهر وفي الإسبيجابي أنه الصحيح ( قوله : وقيل طلبة العلم ) كذا في الظهيرية والمرغيناني واستبعده السروجي بأن الآية نزلت وليس هناك قوم يقال لهم طلبة علم قال في الشرنبلالية : واستبعاده بعيد ; لأن طلب العلم ليس إلا استفادة الأحكام وهل يبلغ طالب رتبة من لازم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي الأحكام عنه كأصحاب الصفة ، فالتفسير بطالب العلم وجيه خصوصا وقد قال في البدائع في سبيل الله جميع القرب فيدخل فيه كل من سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات إذا كان محتاجا . ا هـ . ( قوله : وثمرة الاختلاف إلخ ) يشير إلى أن هذا الاختلاف إنما هو تفسير المراد بالآية في الحكم ، ولذا قال في النهر والخلاف لفظي للاتفاق ، على أن الأصناف كلهم سوى العامل يعطون بشرط الفقر فمنقطع الحاج أي وكذا من ذكر بعده يعطى اتفاقا وعن هذا قال في السراج وغيره : فائدة الخلاف تظهر في الوصية يعني ونحوها كالأوقاف والنذور على ما مر ا هـ أي تظهر فيما لو قال الموصي ونحوه في سبيل الله ، وفي البحر عن النهاية ، فإن قلت : منقطع الغزاة أو الحج إن لم يكن في وطنه مال فهو فقير وإلا فهو ابن السبيل فكيف تكون الأقسام سبعة قلت : هو فقير إلا أنه زاد عليه بالانقطاع في عبادة الله تعالى فكان مغايرا للفقير المطلق الخالي عن هذا القيد .




الخدمات العلمية