الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وهل يصلي بمكان نجس إيماء أم يسجد ؟ فيه روايتان ( م 6 )

                                                                                                          [ ص: 338 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 338 ] مسألة 6 ) قوله : وهل يصلي بمكان نجس إيماء ، أم يسجد ؟ فيه روايتان ، انتهى ، وأطلقهما في المذهب ، ومختصر ابن تميم ، واعلم أنه إذا صلى في موضع نجس فلا يخلو : إما أن تكون النجاسة رطبة أو يابسة ; فإن كانت يابسة ففيها الروايتان ، أحدهما يسجد بالأرض ، وهو الصحيح ، قال المجد في شرحه وتابعه في الحاوي الكبير : وهي الصحيحة ، وهو ظاهر ما جزم به في الكافي في شروط الصلاة تقديما لركن السجود ، لأنه مقصود في نفسه ، ومجمع على افتراضه ، وعلى عدم سقوطه بالنسيان ، والرواية الثانية : يومئ غاية ما يمكنه ، ولا يسجد ، قال في الوجيز : ومن محله نجس ضرورة أومأ ولم يعد ، قال في المستوعب : يومئ بالركوع والسجود ، نص عليه ، قال ابن نصر الله في حواشيه أصح الوجهين أنه كمن صلى في ماء وطين ، وقدمه في الرعاية الكبرى ، قال القاضي وابن عقيل في الفصول : يقرب أعضاءه من السجود بحيث لو زاد شيئا لمسته النجاسة ، ويجلس على رجليه ، ولا يضع على الأرض غيرهما ، انتهى ، وإن كانت رطبة أومأ غاية ما يمكنه ، وجلس على قدميه قولا واحدا ، قاله ابن تميم ، وجزم به في الكافي ، وظاهر كلام المصنف وغيره أن الخلاف جار في الصورتين ، والفرق ظاهر ، والله أعلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية