الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن سبوا رجالا ونساء وذراري فلم يجدوا لهم حمولة ولم يقووا على إخراجهم هل سمعت فيهم شيئا من ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سمعت مالكا وسئل عن قتل الأسارى ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما كل من خيف منه فأرى أن يقتل ، قلت : أرأيت إن أخذ الإمام أسارى ؟ هل سمعت مالكا يقول إن ذلك إلى الإمام إن شاء أن يضرب رقابهم وإن شاء استحياهم وجعلهم فيئا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سمعته يقول : أما من خيف منه فإنه يقتل ، قال : أرأيت مالكا فيما وقفته عليه يفر من قتل الذين لا يخاف منهم مثل الكبير والصغير .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : ألا ترى إلى ما نال المسلمين من أبي لؤلؤة ، فإذا كان الأسير من أبغض للدين وعادى عليه وأحب له وخيف عليه أن لا تؤمن غيلته ، فهو الذي يقتل وأما غير ذلك فهم الحشوة ولهم قوتل المشركون ، وهم كالأموال وفيهم الرغبة وبهم القوة على قتال أهل الشرك ، وقد ذكر عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بن الخطاب أنه قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيوش يأمرهم أن يقتلوا من الكفار كل من قد جرت عليهم المواسي ، ولا تسبوا إلينا من علوجهم أحدا وكان يقول : لا يحمل إلى المدينة من علوجهم أحد فلما أصيب عمر بن الخطاب قال : من أصابني ؟ قالوا : غلام المغيرة بن شعبة ، فقال : نهيتكم أن تحملوا إلينا من هؤلاء الأعلاج أحدا فعصيتموني .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية