[ ص: 156 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه الكريم وعلى آله وصحبه وسلم كتاب الصلاة الأول قال ما جاء في وقت الصلاة سحنون قال ابن القاسم : قال : أحب ما جاء في مالك إلي قول وقت صلاة الظهر أن صلوا الظهر والفيء ذراع قال عمر بن الخطاب ابن القاسم قال : وأحب إلي أن يصلي الناس الظهر في الشتاء والصيف والفيء ذراع ، قال : وإنما يقاس الظل في الشتاء والصيف لأنه ما دام في نقصان فهو غدوة بعد فإذا مد ذاهبا فمن ثم يقاس ذراع من ذلك الموضع فإذا كان الفيء ذراعا صلوا الظهر حين بقي الفيء ذراعا ، قال مالك : وقد كان مالك ربما ركب في السفر بعدما يفيء الفيء ذراعا فيسير الميلين والثلاثة قبل أن يصلي الظهر . ابن عمر
قال ابن القاسم : ما رأيت يحد في مالكا قامتين ولكنه فيما رأيته يصف كان يقول : والشمس بيضاء نقية . وقت العصر
قال سحنون عن ابن القاسم عن عن مالك عن نافع أن ابن عمر كتب إلى عماله : إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، ثم كتب : أن صلوا الظهر إذا كان الفيء ذراعا إلى أن يكون ظل أحدكم مثله والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة . عمر بن الخطاب
قال : مالك وأما المسافرون فلا بأس أن يمدوا الميل ونحوه ثم ينزلون ويصلون ، وقد { ووقت المغرب إذا غابت الشمس للمقيمين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقام له جبريل الوقت في اليومين جميعا المغرب في وقت واحد حين غابت الشمس } ، وقد كان يؤخرها في السفر قليلا . قال ابن عمر ابن القاسم : وسألنا عن مالكا فأنكر ذلك إنكارا شديدا وكأنه كان يقول : يصلون كما تصلي الناس وكأنه يستحب وقت الناس الذين يصلون فيه [ ص: 157 ] العشاء الأخيرة يؤخرون بعد مغيب الشفق قليلا ، قال : وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس في الرباط يؤخرون صلاة العشاء إلى ثلث الليل وأبو بكر فلم يؤخروا هذا التأخير . وعمر
قلت : فما عند وقت صلاة الصبح ؟ مالك
قال : الإغلاس والنجوم بادية مشتبكة .
قلت : فما آخر وقتها عنده ؟
قال : إذا أسفر ، وقد قال في كتابه إلى عمر أن صل الصبح والنجوم بادية مشتبكة . أبي موسى الأشعري
قال ابن القاسم : ولم أر يعجبه هذا الحديث الذي جاء : إن الرجل ليصلي الصلاة وما فاتته ولما فاته من وقتها أعظم أو أفضل من أهله وماله . وقال : وذلك أنه كان يرى هذا أن الناس يصلون في الوقت - بعدما يدخل ويتمكن ويمضي منه بعضه - الظهر والعصر والعشاء والصبح فهكذا رأيته يذهب إليه ولم أجترئ على أن أسأله عن ذلك ، قال مالكا : وقد صلى الناس قديما وعرف وقت الصلوات . مالك
قال : وقال : ويغلس في السفر في الصبح ، فقلت له : هل يقرأ فيها والسماء ذات البروج و ( سبح ) وما أشبههما ؟ مالك
قال : إني لأرجو أن يكون ذلك واسعا وإلا كرياء يعجلون الناس .