قلت : أرأيت من مكة وسعى بين الصفا والمروة ، ثم جامع أيكون عليه الحج والعمرة قابلا أم الحج وحده ؟ قرن الحج والعمرة فطاف بالبيت أول ما دخل
قال : لا بل يكون عليه الحج والعمرة ، قلت : وهو قول ؟ مالك
قال : نعم ، قلت : ولم لا تكون عمرته قد تمت حين طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ؟ قال : لأن ذلك الطواف وذلك السعي لم يكن للعمرة وحدها ، وإنما كان للحج والعمرة جميعا فذلك لا يجزئه من العمرة ، ألا ترى أنه لو لم يجامع ثم مضى على القران صحيحا لم يكن عليه إذا رجع من عرفات أن يسعى بين الصفا والمروة لحجته وأجزأه السعي الأول بين الصفا والمروة ، فبهذا يستدل على أن السعي بين الصفا والمروة في أول دخوله إذا كان قارنا إنما هو للحج والعمرة جميعا ليس للعمرة وحدها .